للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب السَّادِس: مزح الْأَشْرَاف والأفاضل وَالْعُلَمَاء

قَالُوا: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمزح وَلَا يَقُول إِلَّا حَقًا. وَفِي حَدِيثه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَن ابْنا لأم سليم يُقَال لَهُ عُمَيْر، وَكَانَ لَهُ نفر وَهُوَ طَائِر صَغِير أَحْمَر المنقار، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، مَاتَ نفر. فَجعل عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: " يَا أَبَا عُمَيْر. مَا فعل النفير؟ ". وَذكر أَنه كَانَ يمازح بِلَالًا، فَرَآهُ يَوْمًا وَقد خرج بَطْنه فَقَالَ: أم حبين. وَمِمَّا يحفظ من مزحه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يَقُول لأحد ابْني ابْنَته، وَقد وضع رجلَيْهِ على رجلَيْهِ وَأخذ بيدَيْهِ: " ترقّ عبن بقة. وَهَذَا شَيْء كَانَ النِّسَاء يقلنه فِي ترقيص الصّبيان: حزقةً حزقه ... ترق، عين بقه ترق: أَي ارق من رقيت الدرجَة، والحزقة الَّذِي يُقَارب خطوه، وَشبهه فِي صغره بِعَين البقة. وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعجوز: إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز يُرِيد: أَنَّهُنَّ يعدن شواب، ثمَّ يدخلن الْجنَّة. واستدبر عَلَيْهِ السَّلَام رجلا من وَرَائه وَأخذ بِعَيْنيهِ، وَقَالَ: من يَشْتَرِي مني العَبْد؟ يُرِيد أَنه كَانَ حرا فَهُوَ عبد الله. وَقَالَ لامْرَأَة: " زَوجك الَّذِي فِي عينه بَيَاض " فَقَالَت: لَا. أَرَادَ الْبيَاض الَّذِي حول الحدقة، وظنت الْمَرْأَة أَنه أَرَادَ الْبيَاض الَّذِي يغشى الحدقة فَيذْهب

<<  <  ج: ص:  >  >>