للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ بَعضهم أنْشد المعتضد: وَمَا الْأَدَب الْمَوْرُوث لَا در دره ... إِذا لم تؤيده بآخر مكتسب فَكَانَ بعد ذَلِك إِذا رأى هاشمياً لَا أدب لَهُ ينشد الْبَيْت، وَيَقُول: الْآدَاب خير من الْأَنْسَاب، والأعمال خيرٌ من الْأَمْوَال. وَلما خرج رَاعيا إِلَى الثغر قَالَ: أَنا أَرغب النَّاس فِي خدمتك على بابك. فَقَالَ: أَنا فِيك ضد اسْمك. وَقَالَ مرّة: عجائب الدُّنْيَا ثَلَاث، اثْنَان لايريان، وَوَاحِدَة ترى، فَأَما اللَّتَان لَا تريان فعنقاء مغربٍ، والكبريت الْأَحْمَر، وَأما الَّتِي ترى فَابْن الْجَصَّاص. حدث بعض الْكتاب قَالَ: حضرت يَوْمًا دَار الْمُوفق فرأيته، وَبَين يَدَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس ابْنه المعتضد بِاللَّه، وَهُوَ يَقُول: قد فرقت الرِّجَال من المستأمنة وَغَيرهم على رَاشد، ووصيف، وراغب، ويأنس، وتركتني لم تضمم إِلَيّ مِنْهُم أحدا. فَقَالَ لَهُ الْمُوفق: إِن من مَعَك من الرِّجَال فِيهِ كِفَايَة لَك، وَلست تحْتَاج إِلَى أَكثر مِنْهُم. فَقَالَ لَهُ: كَأَنَّك استكثرت لي من معي. وَالله مَا ولد الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب مثلي، وَلَا يُولد لَهُ أَيْضا. فَقَالَ لَهُ أَبوهُ: صدقت. إِنَّك كَذَلِك، ولهذه الْعلَّة لم أزدك على مَا مَعَك من الرِّجَال.

[المكتفي]

نظر إِلَى رَأس صَاحب الزنج، وَقد أخرج إِلَيْهِ من الخزانة، فَقَالَ: لَعنه الله، فَإِنَّهُ عدا على الْأَنْسَاب، كَمَا عدا على الأسلاب.

[المقتدر]

حُكيَ أَن عَليّ بن عِيسَى الْوَزير كتب عَنهُ كتابا إِلَى ملك الرّوم، فَلَمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>