للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحلال دمي فحلم أَمِير الْمُؤمنِينَ وفضله يبلغاني عَفوه، وَإِن لي لشفعة الْإِقْرَار بالذنب وَحقّ العمومة بعد الْأَب فَلَا يسْقط عَن كرمك عمك، وَلَا يَقع دون عفوك عنْدك. فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: لَو لم يكن فِي حق نسبك حق الصفح عَنْك لبلغك مَا أملت حسن تنصلك، ولطف توصلك. ثمَّ أمره بِالْجُلُوسِ، وَقَالَ لَهُ: مَا البلاغة يَا إِبْرَاهِيم؟ قَالَ: أَن يكون معناك يجلي عَن مغزاك. فَقَالَ الْمَأْمُون: هَذَا كَلَام يشذر بِالذَّهَب، لقد أذهب بِهِ وغراً كَانَ فِي صَدْرِي عَلَيْهِ.

[عبد الله بن المعتز]

كتب إِلَى بعض إخوانه: لَو كنت أعلم انك تحب معرفَة خبري لم أبخل بِهِ عَلَيْك، وَلَو طمعت فِي جوابك لسألت عَن خبرك، وَلَو رَجَوْت العتبى مِنْك لأكثرت عتابك، وَلَو ملكت الخواطر لم آذن لنَفْسي فِي ذكرك. وَلَوْلَا أَن يضيع وصف الشوق لأطلت بِهِ كتابي، وَلَوْلَا أَن عز السُّلْطَان يشغلك عني لشغلت بِهِ سروري، وَالسَّلَام. وَكتب يذم رجلا: ذكرت حَاجَة أبي فلَان المكنى ليعرف، لَا ليكرم، فَلَا وَصلهَا الله بالنجاح، وَلَا يسر بَابهَا للانفتاح، وَذكرت عذرا نضح بِهِ عَن نَفسه، فوَاللَّه مَا نضح عَنْهَا لكنه نضح عَلَيْهَا، وَأَنا وَالله أصونك عَنهُ، وأنصح لَك فِيهِ، فغنه خَبِيث النِّيَّة، متلقف للمعايب مُقَلِّب لِلِسَانِهِ بالملق، شائن بالتخلق وَجه الْخلق، مَوْجُود عِنْد النِّعْمَة، مَفْقُود عِنْد الشدَّة، قد أنس

<<  <  ج: ص:  >  >>