للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأنى حرتم بعد الْبَيَان، ونكصتم بعد الْإِقْدَام، وأسررتم بعد التِّبْيَان، لقوم نكثوا " أَيْمَانهم اتخشونهم فَالله أَحَق أَن تخشوه إِن كُنْتُم مُؤمنين ". أَلا قد أرى أَن قد أخلدتم إِلَى الْخَفْض، وركنتم إِلَى الدعة، فعجتم عَن الدّين، ومججتم الَّذِي وعيتم، ولفظتم الَّذِي سوغتم " إِن تكفرُوا أَنْتُم وَمن فِي الأَرْض جَمِيعًا فَإِن الله لَغَنِيّ حميد " أَلا وَقد قلت الَّذِي قلته عَن معرفَة مني بالخذلان الَّذِي خامر صدوركم، واستشعرته قُلُوبكُمْ. وَلَكِن قلته فيضة النَّفس، ونفثة الغيظ. وبثة الصَّدْر، ومعذرة الْحجَّة فدونكموها فاحتقبوها مُدبرَة الظّهْر، ناقبة الْخُف، بَاقِيَة الْعَار مرسومة بشنار الْأَبَد، مَوْصُولَة بِنَار الله الموقدة، الَّتِي تطلع على الأفئدة. فبعين الله مَا تَفْعَلُونَ " وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون "، وَأَنا ابْنة نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد، فاعلموا إِنَّا عاملون، وَانْتَظرُوا إِنَّا منتظرون.

قَوْلهَا عِنْد احتضارها

قَالُوا: لما مَرضت فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام دخل النِّسَاء عَلَيْهَا وقلن: كَيفَ أَصبَحت من علتك يَا بنة رَسُول الله؟ قَالَت: أَصبَحت وَالله عائفة لدنياكم، قاليةً لرجالكم؛ لفظتهم بعد أَن عجمتهم وشنئتهم بعد أَن سبرتهم، فقبحاً لفلول الْحَد، وخطل الرَّأْي " ولبئس مَا قدمت لَهُم أنفسهم أَن سخط الله عَلَيْهِم وَفِي الْعَذَاب هم خَالدُونَ " لَا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وشنت عَلَيْهِم غارتها فجدعاً وعقراً وبعداً للْقَوْم الظَّالِمين. ويحهم. أَيْن زحزحوها عَن رواسي الرسَالَة وقواعد النُّبُوَّة ومهبط الرّوح الْأمين، والطبن بِأَمْر الدُّنْيَا وَالدّين " أَلا ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين " مَا الَّذِي نقموا من أبي الْحسن؟ نقموا وَالله نَكِير سَيْفه، وَشدَّة وطأته، ونكال وقعته وتنمرة فِي ذَات الله، وتالله لَو تكافوا عَن زِمَام نبذه إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ لاعتقله، ولسار بهم سجحاً لَا يكلم خشاشه وَلَا يتعتع ٣٤٩ رَاكِبه، ولأوردهم

<<  <  ج: ص:  >  >>