للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْبَيْت مِنْكُم بِمَنْزِلَة قوم مُوسَى فِي آل فِرْعَوْن، يذبحون أَبْنَاءَهُم ويستحيون نِسَاءَهُمْ؛ وَصَارَ سيد الْمُسلمين فِيكُم بعد نَبينَا بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، حَيْثُ يَقُول: " ابْن أم إِن الْقَوْم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وَلم يجمع بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ لنا شَمل، وَلم يسهل لنا وعر، وغايتنا الْجنَّة، وغايتكم النَّار. فَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ: أيتها الْعَجُوز الضَّالة أقصري من قَوْلك، وغضي من طرفك. قَالَت: وَمن أَنْت ٣٥٨ لَا أم لَك؟ قَالَ: عَمْرو بن الْعَاصِ. قَالَت: يَا بن اللخناء النَّابِغَة، أتكلمني؟ ارْبَعْ على ظلعك، واعن بشأن نَفسك، فوَاللَّه مَا أَنْت من قُرَيْش فِي اللّبَاب من حسبها، وَلَا كريم منصبها. وَلَقَد ادعاك سِتَّة من قُرَيْش كلهم يزْعم أَنه أَبوك، وَلَقَد رَأَيْت أمك أَيَّام منى بِمَكَّة مَعَ كل عبد عاهر، فَأَنت فَأَتمَّ بهم، فَإنَّك بهم أشبه. فَقَالَ مَرْوَان: أيتها الْعَجُوز الضَّالة؛ ساخ بَصرك مَعَ ذهَاب عقلك إِذْ لَا تجوز شهادتك. قَالَت: يَا بني؛ أتتكلم؟ فوَاللَّه لأَنْت بسفيان بن الْحَارِث بن كلدة أشبه مِنْك بالحكم، وَإنَّك لشبهه فِي زرقة عَيْنَيْك، وَحُمرَة شعرك، مَعَ قصر قامته، وَظَاهر دمامته. وَلَقَد رَأَيْت الحكم ماد الْقَامَة ظَاهر الهامة سبط الشّعْر. وَمَا بَيْنكُمَا قرَابَة إِلَّا كقرابة الْفرس الضامر من الأتان المقرب فاسأل أمك عَمَّا ذكرت لَك فَإِنَّهَا تخبرك بشأن أَبِيك إِن صدقت.

رُؤْيا رقيقَة

قَالَ مخرمَة بن نَوْفَل: حَدَّثتنِي أُمِّي رقيقَة بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم بن عبد منَاف، قَالَت: تَتَابَعَت على قُرَيْش سنُون أقحلت الضَّرع وأرقت اللَّحْم، وأدقت الْعظم فَبينا أَنا نَائِمَة، لاهم أَو مهمومة إِذا أَنا بهاتف يَهْتِف بِصَوْت صَحِلَ اقشعر لَهُ جلدي: معاشر

<<  <  ج: ص:  >  >>