للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ عبيد الله بن زِيَاد بن ظبْيَان: إيَّاكُمْ والطمع؛ فَإِنَّهُ دناءة. وَالله لقد رَأَيْتنِي على بَاب خَاصَّة الْحجَّاج، فَأَرَدْت أَن أعلوه بِالسَّيْفِ فَقَالَ: يَا بن ظبْيَان هَل لقِيت يزِيد بن أبي مُسلم قلت: لَا. قَالَ: فألقه فَإنَّا قد أمرناه أَن يعطيك عَهْدك على الرّيّ. قَالَ: فطمعت فكففت. فإياكم والطمع فَإِنَّهُ دناءة. وَكَأن الْحجَّاج فطن لما أَرَادَ عبيد الله فاحتال بِهَذَا الْكَلَام أَن يردهُ عَن نَفسه، وَلم يكن تقدم فِي بَابه وَفِي تَوليته بِشَيْء.

حِيلَة الحلاج

قَالُوا: لما حبس الحلاج عِنْد القشوري مرض ابْن لَهُ، واشتهى التفاح الشَّامي، وَكَانَ لَا يصاب لفوت أَوَانه، فتلطف الحلاج واحتال حَتَّى سَأَلَهُ القشوري تفاحة شامية. قصد بهَا ليعرف أَمر الحلاج فِي صدقه وَكذبه، وَأَرَادَ أَيْضا بُلُوغ مُرَاده فِي وَلَده. وَكَانَ الحلاج قد أعد تفاحة لذَلِك فحين سَأَلَهُ أَوْمَأ بِيَدِهِ هَكَذَا وأعادها بتفاحة. وتناولها القشوري يقبلهَا ويتعجب مِنْهَا والحلاج يَقُول: السَّاعَة قطعتها من شجر الْجنَّة قَالَ القشوري ٤٠٢: إِنِّي أرى فِي مَوضِع مِنْك عَيْبا. قَالَ الحلاج غير مطرق وَلَا مكترث: أما علمت أَنَّهَا إِذا خرجت من دَار الفناء، لحقها جُزْء من الْبلَاء. فَكَانَ جَوَابه أحسن من فعله وحيلته.

عَفْو مُصعب بن الزبير

أَتَى مُصعب بن الزبير بِرَجُل من أَصْحَاب الْمُخْتَار، فَأمر بِضَرْب عُنُقه فَقَالَ: أَيهَا الْأَمِير؛ مَا أقبح بك أَن أقوم يَوْم الْقِيَامَة إِلَى صُورَتك هَذِه الْحَسَنَة، ووجهك هَذَا الَّذِي يستضاء بِهِ، فأتعلق بأطرافك وَأَقُول: يَا رب؛ سل مصعباً لماذا قتلني؟ فَقَالَ: أَطْلقُوهُ. فَقَالَ: أَيهَا الْأَمِير، اجْعَل مَا وهبت لي من حَياتِي فِي خفض

<<  <  ج: ص:  >  >>