للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التخيير) (١)

[- بكاء الموافقة]

كثيرا نرى أحدا يبكي فنبكي لبكائه وربما لا نعرف سبب بكائه، وإنما يكون ذلك بسبب التداعي والتهييج وهو ما يعرف بالموافقة وذلك في بدء الأمر لا شيء فيه من حيث الذم أو المدح، فإذا تبين السبب واستمر البكاء كان للموافِق حكم الموافَق أجرا أو تأثما، وفي السنة دلائل على بكاء الموفقة منها ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غشيته فقال قد قضى فقالوا لا والله يا رسول الله فبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بكوا فقال ألا تسمعون أن الله تعالى لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم) (٢)


(١) هذا لفظ مسلم أخرجه في كتاب / باب في الإيلاء ٢/١١٠٥،، وأخرجه البخاري ف باب باب الغرفة والعلية المشرفة في السطوح ٢/٨٧٢،، وباب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس ٥/٢١٩٧،، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم ٤/١٦٠،، وبن حبان في باب ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به.. ٩/٤٩٦،، وباب ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يؤدب امرأته ٩/٤٩٣،، وباب ذكر الخبر بأن عائشة لما خيرها المصطفى.. ١٠/٨٦،، والترمذي في باب ومن سورة التحريم ٥/٤٢١،، والدارمي في ابا في الرجعة ٢/٢١٤،، وأبو عوانة في باب الخبر المبين أن الرجل إذا قال لامرأته اختاري٣/١٦٣،، والبيهقي في باب ما وجب عليه من تخيير النساء ٧/٣٧
(٢) تقدم هامش ١١٨

<<  <   >  >>