للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال في ذلك الأحمر بن محرث.

تدارك مسعاتي وركضي بطِرفة ... سَبوحة إذا أعطُيتها الجري تسبحُ

ضروٍح برجليها سبوح بصدرها ... كأن سنا نارٍ بدت لك تلمح

تلّعب في أقراها حين ترتمى ... حوافُرها وإلا معزُ المتفِلّح

قال أبو يوسف إلا معز الأرض الصلبة ذات الحصى والمنفلح المتشقق.

وقال الشاعر وقد يحمل على أبي داود

سحبت صح الفجر ذميمة ... قرونَ اليدين شديدة الضراحْ

إذا شاء فأرسه ضمْة ... كما ضم بازٍ إليه الجناحْ

وقال أيضا

ضروح الحماتين سبْط الذراع ... إذا ما انتحاه خَبار وثْب

وإذا اشتد خلق الفرس اجتمعت قوائمه إذا احضروا أن لم تنتشر وأن كان ذاٌ أو لذا أو تمطا غير أن افضل اخذ الحصن وأكمله التمعط وذلك لتمام لينه وتسريح يديه وأفضل اخذ الإناث النقز والافر وذلك لاجتماع القوائم لا تتفرق ولا تنباع يكون حضرها واحد في اجتماع والدليل على شدة الخلق وحسنه من الذكر والأنثى اجتماع القوائم في الحضر على ما وصفت - والدليل على خبث الخلق من الذكر والأنثى تفرق القوائم وانتشارها في الحضر وإذا كان حسن الخلق شديد النفس حسن الصفة رحب المتنفس ثم لم يصبر فذلك من قطع أو علة باطنة ويعرف ذلك منه إذا تحرك بسقوط نفسه وفترته وكلال ضرسه وانهما جسمه واختلاط قوائمه إذا أعنق بمد التحريك وتركه التمعك وذلك من العجز عن نفسه وقد يقرب الفرس فيأخذ الأخذ الحسن.

فإذا كان الغالب عليه محاسن خلقه ثم أحضر اخذ هذا الأخذ ووصف هذه الصفة من الجري في حسن الأخذ.

وإذا كان الغالب عليه رداءة خلقه فان أخذه ربما اغتفر خلقه فأحسن التقريب وأخذا أخذا حسنا تجتمع فيه قوائمه ويبسط ضبيعه ويسمو بهاديه وتنكفت رجلاه فإذا احضر خانه رداءة خلقه فيضعف عن الحضر فتطمئن عنقه وتنتشر قوائمه وتقترب من الأرض وتنبطح فمشوار هذا الضرب من الخيل الحضر.

وإذا كان الفرس منشال الخلق قبيحه فانه يسئ الأخذ في التقريب والحضر وان أعنق انبسط نساه واسترخت رجلاه وذلك من استرخاء حباله ونساه وسوء خلقه ويقبح طلله في الجلال فيكون على غير ما وصفت وان كان عرياء قائما فتأمل عظامه على ما وصفت.

وان أردت أن تنظر إلى جرى الفرس لتعتبر به جودته فلا تعتبرون بشيء من الجري إلا بأعلى التقريب وأدنى الحضر على ما وصفت فأن سواهما من الجري يختلط على صاحبه ولا يستدل به على جودته وذلك انه رفع عن التقريب فأجتمع واحزأل وقصر عن الحضر فلم يضطر إلى قبيح خلقه وحسنه فتلك حال تحسن فيها كل فرس - قال المرار والعدوى

صفة الثعلب أدنى جريه ... وهو أن يركُض فيعفو راَّشِر

وقال أيضا

هجنا به نطويه تحت جلاله ... فغلامنا يعدو كعد والثعلب

وقال امرؤ القيس.

له أيطلا ظبي وسقا نعامة ... وارخاء سِرحان تقريب تتفل

[صفة ما يستدل به على ذراعة الفرس إذا كان محضرا]

تعرف ذراعة الفرس إذا كيل بفرس قد عرفة ذراعته أن تنظر إلى قدره وترطيح قوائمه إذا احضر فان كان كل فرج مما بين آثار قوائمه في الأرض ثنتى عشر قدما فهو الذريع الذي ليس من الخيل شي أذرع منه فأن زاد على ذلك فهو الذي لا يقدر على مثله في ذراعة - وإن كان قدر سبعة أقدام أو اقل فهو بطيء وأن كان قدره ما بين سبعة أقدام إلى اثنتي عشر قدما فهو وسط في الذراعة ولا تعتبرون باختلاطه وكثرة تحريكه قوائمه ورئسه وسرعة مرة في المرءآة حتى يخيل إلى الناظر انه سريع لما يرى من اختلاطه وترى الفرس المتمعط يمر لآتيها كأنه في المراءاة أبطأ من المختلط في انتشار قوائمه واستعانته برأسه وبطأ حافره - وقد يكون الفرس الصبور ذريعا ويكون صبور إلا ذراعة له ويكون ذريعا إلا صبر له ويكون لا ذراعة له ولا صبر - كل هذا يكون في الخيل.

فأما الصبور الذريع فالكامل الخلق ألحن الصفة الشديد النفس الرحب المتنفس.

<<  <   >  >>