للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٢٢٦] فَيُعْجِبنِي بِأَن يلقِي الله تَعَالَى الْحبّ فِي قلب الْمُؤمن فيثني عَليّ فَأَكُون من أَهله فَلَيْسَ المُرَاد التَّعَجُّب بِالنَّفسِ فَإِنَّهُ يبطل الْعَمَل لِأَن أدنى الرِّيَاء شرك وَهَذَا بِغَيْر الْقَصْد إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي

[٤٢٢٨] فَهُوَ يخبط فِي مَاله أَي يتَصَرَّف فِيهِ بالإلحاظ الْمصرف الْحسن أَو الْقَبِيح والخبط فعل الشيءعلى غير نظام وَكَذَا فِي القَوْل وَقَوله فهما فِي الْوزر سَوَاء لِأَن الوسوة معفوة والهم لَيْسَ بمعفو لِأَن الأول لَيْسَ دَفعه فِي وسع الْإِنْسَان وَالثَّانِي فِيهِ الْعَزْم على السوء بِحَيْثُ لَو وجد ذَلِك لم يتْركهُ الْبَتَّةَ وَمَعَ ذَلِك لَو ترك خوفًا من الله تَعَالَى كتبت لَهُ حَسَنَة وَاحِدَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث إنْجَاح فهما فِي الْوزر سَوَاء قَالَ بن الْملك هَذَا الحَدِيث لَا يُنَافِي الخب ران الله تَعَالَى تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست بِهِ صدروها مَا لم يعْمل بِهِ لِأَنَّهُ عمل بالقولي اللساني والمتجاوز هُوَ القَوْل النفساني انْتهى وَالْمُعْتَمد مَا قَالَه الْعلمَاء الْمُحَقِّقُونَ ان هَذَا إِذا لم يؤطن نَفسه فَإِن عزم وَاسْتقر يكْتب مَعْصِيَته وَلَو لم يعْمل وَلم يتَكَلَّم (مرقاة)

قَوْله

[٤٢٢٩] انما يبْعَث النَّاس على نياتهم الْغَرَض ان من كره شَيْئا بِالْقَلْبِ وَلم يظهره بِسَبَب الْخَوْف وَالْمَانِع الشَّرْعِيّ يبْعَث بِحَسب نِيَّته مَعَ الصَّالِحين وَكَذَا بِالْعَكْسِ لَكِن المداهن فَاسد النِّيَّة أَيْضا لِأَن كل اناء يترشح بِمَا فِيهِ فَلَو كَانَت نِيَّته صَالِحَة لم يخالطهم ابدا لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مَانع شَرْعِي فِي تَركه والا فينسد بَاب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)

قَوْله

بَاب الأمل والاجل الأمل كحيل وَلحم وشبر الرَّجَاء وَالْمرَاد هُنَا طول الأمل وَقَوله تنهسه بِالسِّين الْمُهْملَة وَقيل بِالْمُعْجَمَةِ أَي تصيبه وتعضه (إنْجَاح)

قَوْله

[٤٢٣١] تنهسه قَالَ فِي اللمعات وَعبر عَن عرُوض الافة بالنهس وَهُوَ لدغ ذَات السم مُبَالغَة فِي الْإِصَابَة وَتَأمل الْإِنْسَان بهَا وَاكْتفى بِذكر الاعراض والافات لِأَن الْغَالِب موت الْإِنْسَان بالامراض وان تجَاوز عَنهُ هَذِه الافات وَلم يمت بِالْمَوْتِ الا مراضي فَلَا بُد ان يَمُوت بِالْمَوْتِ الطبيعي وَقَالُوا الأمل مَذْمُوم الا للْعُلَمَاء فَإِنَّهُ لَوْلَا املهم وَطوله لما صنفوا واجتهدوا فِي تَحْصِيل الْكتب وَنَحْوه وَلَا حَاجَة الى هَذَا الِاسْتِثْنَاء لِأَن المذموم طول الأمل على سَبِيل الْجَزْم واما بطرِيق الظَّن فَلَا انْتهى مُخْتَصرا

قَوْله

[٤٢٣٣] قلب الشَّيْخ شَاب الخ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مجَاز واستعارة وَمَعْنَاهُ ان قلب الشَّيْخ كَامِل الْحبّ لِلْمَالِ محبتكم فِي ذَلِك كاحتكام قُوَّة الشَّاب فِي شبابه هَذَا صَوَابه وَقيل تَفْسِيره غير هَذَا مِمَّا لَا يرتضي وَقَوله وتشب فِي الحَدِيث الَّاتِي بِفَتْح التَّاء وَكسر شين وَهُوَ بِمَعْنى قلب الشَّيْخ شَاب على حب اثْنَتَيْنِ انْتهى

قَوْله

[٤٢٣٥] لَو ان لِابْنِ ادم واديين لاخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي ذمّ الْحِرْص على الدُّنْيَا وَحب المكاثرة بهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا وَمعنى لَا يمْلَأ جَوْفه الا التُّرَاب انه لَا يزَال حرصا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره وَهَذَا الحَدِيث خرج على حكم غَالب بني ادم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدهُ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتُوب الله على من تَابَ وَهُوَ مُتَعَلق بِمَا قبله وَمَعْنَاهُ ان الله يقبل التَّوْبَة من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات انْتهى

قَوْله وَلَا يمْلَأ نَفسه الا التُّرَاب قَالَ الْكرْمَانِي أَي لَا يزَال حَرِيصًا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يَعْنِي انهم مجبولون على حب المَال لَا يشْبع مِنْهُ الا من عصمه الله بِتَوْفِيق التَّوْبَة عَن هَذِه الجبلة يُرِيد ان إِزَالَته مُمكن بتوفيقه قَوْله وَيَتُوب الله على من تَابَ أَي يوفقه للتَّوْبَة أَو يرجع عَلَيْهِ من التَّشْدِيد الى التَّخْفِيف أَو يرجع عَلَيْهِ بقوله أَي من تَابَ من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات انْتهى

قَوْله وَلَا يمْلَأ نَفسه الا التُّرَاب أَي الْقَبْر فَإِنَّهُ هَادِم لجَمِيع الْأَمَانِي والاغراض وَهَذَا الحَدِيث خرج على حكم غَالب بني ادم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدهُ قَوْله وَيَتُوب الله على من تَابَ (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[٤٢٣٧] يَدُوم عَلَيْهِ صَاحبه قَالَ الْكرْمَانِي الدَّائِم ان يَأْتِي كل يَوْم أَو كل شهر بِحَسب مَا يُسمى دواما عرفا لَا شُمُول الازمان فبالدوام رُبمَا يَنْمُو الْقَلِيل حَتَّى يزِيد على الْكثير الْمُنْقَطع اضعافا كَثِيرَة انْتهى

قَوْله

<<  <   >  >>