للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شهدت أبا زرعة، وأتاه أبو العباس الهسنجاني (١) فكلمه أن يقبل يحيى بن معاذ (٢) رجل كان بالري يتكلم بكلام يشبه كلام منصور بن عمار (٣)، أو نحو ذلك. فقال: إنه يقول أنا على مذهبك فأنا رجل نواح أنوح. فقال أبو زرعة: إنما النوح لمن يدخل بيته، ويغلق بابه وينوح على ذنوبه، فأما من يخرج إلى أصبهان، وفارس، ويجول في الأمصار في النوح فإنا لا نقبل هذا منه، هذا من فعال المستأكلة الذين يطلبون الدراهم، والدنانير، ولم يقبله" (٤).


(١) أبو العباس الهسنجاني، لم أقف على أحد المنسوبين إلى هسنجان يكنى بأبي العباس، ولعل اسمه علي بن الحسن الهسنجاني أخو عبد الله بن الحسن الذي روى عن أبي الوليد الطيالسي، وقال عنه ابن أبي حاتم: "ثقة، صدوق"، انظر: الجرح والتعديل ج ٣/ ق ١/ ١٨١، أو هو: عبد السلام بن تمام الهسنجاني، الذي روى عن يحيى ابن الضرير وغيره وقال عنه أبو حاتم: "شيخ" انظر: الجرح والتعديل ج ٣/ ق ١/ ٤٩، ونسبة هسنجان بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وبعد
الألف نون ثانية إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنكان فعرب فقيل هسنجان: انظر: اللباب ج ٣/ ٣٨٨.
(٢) يحيى بن معاذ، أبو زكريا الرازي الواعظ، سمع إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي البلخي، وغيرهما. روى عنه الغرباء من أهل الري، وهمذان، وخراسان، أحاديث مسندة قليلة وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بها وقدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصوفية ت ٢٥٨ هـ. انظر: تاريخ بغداد ج ١٤/ ٢٠٨ - ٢١٢.
(٣) منصور بن عمار الواعظ، أبو السري خراساني، ويقال بصري زاهد شهير، روى عن الليث وابن لهيعة وغيرهما، وكان إليه المنتهى في بلاغة الوعظ وترقيق القلوب، وتحريك الهمم. وعظ ببغداد والشام ومصر، وبعد صيته واشتهر اسمه. قال عنه أبو حاتم: ليس بالقوى. وقال ابن عدي: منكر الحديث، اشتهر بالوعظ الحسن وأحاديثه يشبه بعضها بعضاً، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب وإنكار ما يرويه لعلة من جهة غيره. انظر: لسان الميزان ج ٦/ ٩٨ - ١٥٠.
(٤) روى ابن الجوزي في كتاب القصاص والمذكرين، ص ١٢٢، هذا الخبر بسنده إلى البرذعي بهذا اللفظ "شهدت أبا زرعة وأتاه أبو العباس الهسنجاني يكلمه أن يقبل يحيى بن معاذ، رجل كان بالري يقص. فقال: إنه يقول: أنا على مذهبك، وأنا رجل نوّاح، أنوح وأنوح، فقال أبو زرعة: "إنما النوح لمن يدخل بيته ويغلق بابه وينوح على ذنوبه. فأما من يخرج إلى أصبهان وفارس ويجول الأمصار في النوح فأنا لا أقبل هذا منه. هذا من أفعال المستأكلة الذين يطلبون الدراهم والدنانير ولم يقبلهُ" وانظر كذلك: تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي، ص ٣٣٣ - ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>