للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقلت له: حدثنا به غير واحد، عن أبي اليمان، فقالوا عن الزهري. فقال: "لقنوه، عن الزهري. قلت: يحيى بن معين رحل إليه قبلك أو بعدك؟ وذاك أن يحيى روى هذا عن، أبي اليمان، وقال: عن الزهري. فقال لي محمد بن يحيى: يحيى رحل إليه بعدي. قلت: فيقال إنه لم يسمع من شعيب بن أبي حمزة غير حديث واحد والبقية عرض. قال: لا أعلم. قلت: وبشر بن شعيب بن أبي حمزة (١) سمع الكتب من أبيه، أو هي إجازة؟ فقال: ما أدري إلا أنه كان يقول: حدثنا أبي. وقال لي محمد بن عوف الحمصي (٢): قال لي أحمد بن حنبل: عندما قدم علينا، تأتي بشر بن شعيب فتسأله أن يخرج إلي كتب أبيه، فأتيته فعرفته مكان أحمد، وعظمت مكانه عنده، فقلت له: أن يسألك أن تخرج إليه كتب أبيك لينظر فيها. فقال لي: أنا لم أسمع من أبي شيئاً، فأتيت أحمد فأخبرته فردني إليه، وقال: هؤلاء يرون الإجازة سماعاً، ويروونه، فأنا أرى احتماله، والسماع


(١) (خ ت س) بشر بن شعيب بن أبي حمزة دينار القرشي مولاهم أبو القاسم الحمصي، روى عن أبيه، وعنه البخاري وروى له هو والترمذي والنسائي بواسطة إسحاق (وكأنه الكوسج) والذهلي وغيرهم. قال البخاري في تاريخه تركناه حيا سنة ٢١٢ هـ، وقال ابن حبان ت سنة ٢١٣ هـ، وفي الجرح والتعديل ج ١/ق ١/ ٣٥٩ قال أبو زرعة: "بشر بن شعيب بن أبي حمزة إسماعه كسماع أبي اليمان إنما كان إجازة" وكذا في تهذيب التهذيب ج ١/ ٤٥١ وعقب الذهبي في ميزان الاعتدال ج ١/ ٣١٨ - ٣١٩ على قول أبي زرعة بعد أن ذكره الكن عارض ذلك أبا اليمان قال: سمعت من شعيب وقد احتضر يقول: من أراد أن يسمع هذه الكتب فليسمعها من إبني، فإنه قد سمعها مني" وانظر: تهذيب التهذيب ج ١/ ٤٥٢ وفي الجرح والتعديل ج ١/ق ١/ ٣٥٩ قال أبو حاتم: "ذكر لي أن أحمد بن حنبل سأله سمعت من أبيك شيئا؟ قال: لا. قال: فقرئ عليه وأنت حاضر؟ قال: لا. قال: فقرأت عليه؟ قال: لا. قال: فأجاز لك؟ قال: نعم. وكتب عنه على معنى الاعتبار ولم يحدث عنه" وعقب الذهبي في ميزان الاعتدال ج ١/ ٣١٨ بعد أن أورد خبر أبي حاتم "فهذه القصة عنه هكذا ليست بصحيحة، فإن أبا حاتم رواها بلا سماع من أحمد، بل قال: ذكر لي أن أحمد سأله" وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ١/ ٤٥٢ بعد أن نقلها عن تهذيب الكمال وبعد خبر وفاته (فهذا معارض لحكاية أبي حاتم المنقطعة. ومما يؤيده أن أبا حاتم قال في تلك الحكاية أن أحمد لم يحدث عن بشر وليس الأمر كذلك بل حديثه عنه في المسند".
(٢) محمد بن عوف بن سفيان الطائي أبو جعفر الحمصي الحافظ، مضت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>