للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن فخر الرجل بسياسة "الحاضر"، وحسن القيام على مشكلات المجتمع التي تحتاج إلى الجهد والكفاح. وهي لو رجعت إلى سليقتها، لأحست أن زهوها بالأمومة، أغلى لديها، وألصق بطبعها من الزهو بولاية الحكم ورئاسة الديوان, فليس في العواطف الإنسانية شعور يملأ المرأة، كما يملؤه الشعور بالتوفيق في الزواج، والتوفيق في إنماء البنين الصالحين، والبنات الصالحات.."١.

إذن فقضية الأسرة والعلاقات بين الجنسين، قضية حاسمة في تحديد صفة المجتمع، فالمجتمعات التي تسود فيها النزعات الحيوانية لا يمكن أن تكون مجتمعات متحضرة، مهما تبلغ من التفوق الصناعي والاقتصادي والعلمي.

إن هذه المجتمعات متخلفة أو جاهلية.. من وجهة نظر "الإسلام" وبمقياس خط التقدم "الإنساني"، مهما كانت درجة تفوقها العلمي أو الاقتصادي.

والخلاصة: أن الإسلام هو الحضارة، والمجتمع الإسلامي هو المجتمع المتحضر، لأنه يؤمن أن إعداد جيل يترقى في خصائص "الإنسانية"، ويبتعد عن خصائص "الحيوانية"، لا يمكن أن يتم إلا في محضن "أسرة" قائمة على أساس الواجب والتخصص، ومحوطة بضمانات الأمن والاستقرار العاطفي، فهذا ما يوفر للمجتمع مقومات الترقي على خط التقدم الإنساني، لذلك جعل الله الزوجة شق النفس، ومحضن السكينة والأمن والاستقرار، فهذا هو المحضن "الإنساني" الوحيد الذي يعد الأجيال التي تسير صعدا على خط التقدم الإنساني، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١] .


١ المرجع سابق، ص٤٧.

<<  <   >  >>