للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٦٢٠ - «وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " ذَلِكِ عَمَلُهُ يُجْرَى لَهُ» ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ــ

٤٦٢٠ - (وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ) ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ: مِنَ الْمُبَايِعَاتِ رَوَى عَنْهَا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَهِيَ أُمُّهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُهَا فِي مَرَضِهَا (قَالَتْ: رَأَيْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ) الْحَدِيثَ مُخْتَصَرٌ، وَصَدْرُهُ أَنَّهَا قَالَتْ: «هَاجَرَ عُثْمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلَ فِي مَسْكَنٍ لَنَا، ثُمَّ مَرِضَ وَمَاتَ، فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا السَّائِبِ شَهَادَتِي أَنْ قَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا يُدْرِيكِ بِإِكْرَامِهِ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ، ثُمَّ قَالَتْ: رَأَيْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» ، وَهُوَ مِنْ أَوْلَادِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ الْجُمَحِيِّ الْقُرَشِيِّ، أَسْلَمَ بَعْدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ وَشَهِدَ بَدْرًا، وَمَاتَ بَعْدَ ثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَبَّلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجْهَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَاتَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَمَّا دُفِنَ قَالَ: " نِعْمَ السَّلَفُ وَهُوَ لَنَا "، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ عَابِدًا مُجْتَهِدًا مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، رَوَى ابْنُهُ السَّائِبُ وَأَخُوهُ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ، (فِي النَّوْمِ) أَيْ: فِي الْمَنَامِ (عَيْنًا) أَيْ: عَيْنَ مَاءٍ (تَجْرِي) أَيْ: يَجْرِي مَاؤُهَا، وَنِسْبَةُ الْجَرْيِ إِلَى الْعَيْنِ مَجَازٌ فِيهِ مُبَالَغَةٌ. (فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: ذَلِكِ) بِكَسْرِ الْكَافِ (عَمَلُهُ) أَيْ: ثَوَابُ عَمَلِهِ وَجَزَاءُ أَمَلِهِ (يُجْرَى لَهُ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ وَفِي نُسْخَةٍ عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ، أَيْ: يَصِلُ إِلَيْهِ ثَوَابُ عَمَلِهِ الصَّالِحِ، بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ; لِأَنَّهُ كَانَ مُرَابِطًا مُهَاجِرًا، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا يَنْمِي لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مَرْفُوعًا " «كُلَّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» " قَالَ الطِّيبِيُّ: وَإِنَّمَا كَانَ الْمَاءُ مُعَبَّرًا بِالْعَمَلِ وَجَرَيَانُهُ بِجَرَيَانِهِ ; لِأَنَّ الْعَمَلَ مُسَبَّبٌ عَنِ الْعِلْمِ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>