للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِيَّايَ (عَلَى الصِّرَاطِ) : فَمَا مَصْدَرِيَّةٌ، وَأَوَّلُ نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: نَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ (قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ) : فِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ الْمِيزَانَ بَعْدَ الصِّرَاطِ، (قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟ قَالَ: فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ، فَإِنِّي لَا أُخْطِئُ) : بِضَمِّ هَمْزٍ وَكَسْرِ الطَّاءِ بَعْدَهَا هَمْزٌ، أَيْ: لَا أَتَجَاوَزُ (هَذِهِ الثَّلَاثَ) أَيِ: الْبِقَاعَ، وَفِي نُسْخَةٍ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ بِالتَّاءِ أَيِ: الْمَوَاطِنَ، وَالْمَعْنَى لَا أَتَجَاوَزُهُمْ، وَلَا أَحَدَ يَفْقِدُنِي فِيهِنَّ جَمِيعِهِنَّ، فَلَا بُدَّ أَنْ تَلْقَانِي فِي مَوْضِعٍ مِنْهُنَّ.

وَقَدِ اسْتُشْكِلَ كَوْنُ الْحَوْضِ بَعْدَ الصِّرَاطِ ; لِمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيثِ الْبَابِ: أَنَّ جَمَاعَةً يُدْفَعُونَ عَنِ الْحَوْضِ بَعْدَ أَنْ كَادُوا يَرِدُونَ، وَيُذْهَبُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَوَجْهُ الْإِشْكَالِ أَنَّ الَّذِي يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى الْحَوْضِ يَكُونُ قَدْ نَجَا مِنَ النَّارِ، فَكَيْفَ يَرِدُ إِلَيْهَا؟ وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَنَّهُمْ يَقْرَبُونَ مِنَ الْحَوْضِ بِحَيْثُ يَرَوْنَ، فَيُدْفَعُونَ فِي النَّارِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُصُوا مِنَ الصِّرَاطِ، كَذَا حَقَّقَهُ الشَّيْخُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>