للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الرابع

موارد الإمام البخاري في الأحاديث المرفوعة المسندة من تاريخه الكبير

كتب العشرات من "الصحابة" رضوان الله عليهم، بعض ما سمعوه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما كتب المئات من أتباعهم ما كتبه هؤلاء الصحابة، وما رواه غيرهم شفاهًا، واتسعت دائرة الكتابة عند أتباع التابعين، لتشمل الآلاف منهم، حيث نشطوا لتدوين ما كتبه الصحابة وأتباعهم، ومن هؤلاء الأتباع، من لم يكتف بالجمع، بل "صنف" ما كتبه على حسب ما رآه نافعًا في ذلك الوقت. ويندر أن نجد مشتغلًا بالعلم بعد هؤلاء وليس عنده "كتب" كتبها عن مشايخه ثم اشتغل بها تصنيفًا، أو رواية على الأقل، ولذلك يجد طالب العلم في ذلك الوقت أمامه كمًا هائلًا من الكتب التي كتبها مشايخه، عن شيوخهم. وبقدر ما كان الطالب حريصًا علي الكتابة، ضابطًا لما يسمع ذكيا كلما ارتفع ذكره، وعلا شأنه في آفاق هذا العلم العظيم.

ولهذا نستطيع أن ندرك مدي اجتهاد المتأخرين ممن هم في طبقة البخاري وطبقة شيوخه في تحصيل المادة العلمية، التي بها تبوؤا تلك المراتب العلية في ميدان العلم، كما نستطيع أن ندرك مدي ما كان بين أيديهم من "الكتب" التي كتبها مشايخهم، وغير مشايخهم، في هذا المضمار.

إِن كثرة "المصادر" عند طالب العلم، تُسهل عليه مهمة الإِنتقاء، بضم النظير إِلى النظير، لحل إِشكلات عد يدة، قد يواجهها، "المصنف" الخبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>