للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليحفظ القرآن، ثم الحديث، ثم حجت به وتركته يواصل طلب العلم في البلد الحرام.

[٤ - الإلهام]

وقد أفصح البخاري عن ذلك إِفصاحا.

قال الفربري: سمعت محمد بن أبي حاتم وراق البخاري يقول: سمعت البخاري يقول: "ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب" قلت: وكم أتى عليك إِذ ذاك؟ فقال: "عشر سنين أو أقل" (١)!!

قلت: فانظر إِلى هذا التوفيق الذي رعي البخاري من صغره، حيث دله علي الصراط السوي، وألهمه حفظ الحديث وهو لا يزال في "الكتاب" لم يبلغ العاشرة من عمره، ذلك أننا عرفنا أن من بكر في طلب الحديث إِنما بكر في "كتابته " عن الشيوخ ليحصل له (علو الإِسناد) أما أنه يبكر هذا التبكير في "حفظ الحديث" فهذا دليل على نبوغه المبكر.

[٥ - الذكاء]

وهذا موضع إِجماع عند جميع من لقي البخاري من شيوخه وأقرانه وتلاميذه، بل وكل مشتغل بفن الرواية والدراية إِلى يوم الناس هذا (٢) - فهو- رحمه الله-.

كان من أذكياء الدنيا، وذكاؤه ذكاء خارق، ينفذ إلي طيات النصوص والالفاظ، يستخرج منها ما حير الأذكياء المتخصصين في فنون الحديث.

وهذا الذكاء النادر ظهرت بوادره منذ الطفولة.

قال البخاري: ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت أختلف إِلي الداخلي وغيره. فقال يوما فيما كان يقرأ للناس: سفيان، عن أبى الزبير، عن


(١) تاريخ بغداد (٢/ ٧)، سير النبلاء (١٢/ ٣٩٣)، هدي الساري (٤٧٨).
(٢) انظر مبحث "ثناء العلماء عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>