للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أكمل بقية الإِسناد، وهلم جرا على هذه الطريقة المبدعة التي تنقلك من الرتابة إلى الابتكار والتجديد. وقد عانيت في استخراج الأحاديث المرفوعة المسندة من هذه الاشارات عناء لا يعرفه إلا من عرف طريقة البخاري هذه. ولعل منهح الإِختصار هذا، وما انضاف إليه من الملامح الأخرى في منهج البخاري هو الذي جعل الإِمام إِسحاق بن راهويه يتملكه العجب، ويسارع بادخاله علي الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين - وكان ذا علم ومعرفة- فيقول له اسحاق: أيها الأمير ألا أريك "سحرا"؟ فينظر فيه الأمير، ويتأمله، ويتعجب منه قائلا: لست أفهم تصنيفه (١). بل ان البخاري نفسه قال: (لو نُشِرَ بعضُ أستاذِيِّ هؤلاءِ لم يفهموا كيف صنفتُ كتاب "التأريخ" ولا عرفوه" (٢)

ثالثًا: صِيغ الأداء عند البخاري في الأحاديث المسندة:

روى البخاري أحاديث التاريخ، بصيغ الأداء المختلفة، فمن ذلك:

١ - صيغة التحديث: حدثنا، حدثني، قال فلان فيما حدثوني عنه (٣).

٢ - صيغة الأخبار: أخبرنا، أخبرني.

٣ - صيغة السماع: سمعت. ويلتحق بالصيغ الثلاثة: قال لنا، قال قال لي.

٤ - صيغة القطع: مثل قوله: محمد بن يحيى، سمعت أحمد .. (٤) وقوله: محمد، حدثنا النفيلي .. (٥)

٥ - صيغة التعليق "قال" وقد أكثر من استعمالها في تاريخه. ويرى البخاري

التسوية بين حدثنا وأخبرنا، قال الحافظ: التفريق بين حدثنا وأخبرنا لا يقول

به البخاري (٦). وأما صيغة "قال قال لي، وقال لنا" فقد نقل الحافظ العراقي أن ابن


(١) تأريخ بغداد (٢/ ٧).
(٢) المصدر نفسه.
(٣) انظر التاريخ الكبير (٧/ ٣٢٧).
(٤) انظر المصدر السابق (١/ ١٠٠) ترجمة (١٤٢٥).
(٥) المصدر السابق (١/ ٤٠١) ترجمة (١٤٢٦).
(٦) الفتح (١/ ٥٨، ١٤٤، ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>