للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الرابع من شمائل البخاري]

البخاري من "الربانيين" الذين صنعهم الله لخدمة هذه الأمة. وحيث وجهت نظرك في سيرة هذا "الأمام الرباني" وجدت خطاه تتابع خطى النبوة، لا يحيد عنها ما استطاع. ومن كان هذا شأنه فإِن المعاني الرفيعة من "العلم" و"اليقين" و"الأخلاص" و"الصدق" و "الزهد" و"الورع" و"الكرم".

"والشجاعة" وغيرها من كرائم الخصال تراها متجسدة فيه، تدعو الناس للأقتداء بها، فتكون عوامل مؤثرة فى الأمة. وكذلك هو شأن الهداة الداعين إِلى الله على بصيرة.

وقد علمنا أن البخاري وضع أمام ناظريه هدفًا ساميًا يسعي إليه، ومن كان كذلك هانت عليه الدنيا "فزهد" فيها، وجانب الشبهات "فتورع" عنها، وبذل ما ملك "فكرم" بين الخلق، وأدلى بحجته "بشجاعة" لا يخشى لوم اللائمين، ولابد لمن سار إِلى غايته من "يقين" يذكي فيه نار الحماس في الوصول إِلى الهدف، كما لابد له من زاد "الصبر" وتحمل الأذى، وبالجملة فلابد له من "أخلاق النبوة" يتخلق بها في شأنه كله.

وكذلك كان البخاري -رحمه الله-.

وفيما يلي من الصفحات نقرأ بعض الأخبار التي رويت في "شمائله"- رحمة الله عليه-.

فمن أخبار عبادته رحمه الله ما رواه الحاكم قال:

حدثنا محمد بن خالد المطوعي، حدثنا مسبح بن سعيد قال: كان محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>