للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رحمك الله يا أبا عبد الله. (١)

قال: وحدثني محمد بن العباس الفربري، قال: كنت جالسا مع أبي عبد الله البخاري بفربر في المسجد، فرفعت من لحيته قذاة مثل الذَرّة أذكرها، فأردت أن ألقيها في المسجد، فقال: ألقها خارجا من المسجد .. (٢)

وقال له بعض أصحابه: يقولون: انك تناولت فلانا. قال: سبحان الله، ما ذكرت أحدا بسوء إلا أن أقول ساهيا، وما يخرج اسم فلان من صحيفتي يوم القيامة. (٣)

قال: وكان أبو عبد الله اكتري منزلا، فلبث فيه طويلا، فسمعته يقول: لم أمسح ذكري بالحائط، ولا بالأرض في ذلك المنزل، فقيل له: لم؟ قال: لأن المنزل لغيري. (٤)

قال: وقال لي أبو عبد الله يوما بفربر: بلغني أَنّ نخاسا قدِم بجواري، فتصير معي؟ قلت نعم، فصرنا اليه، فأخرج جواري حسانا صباحا. ثم خرج من خلالهن جارية خزريّة دميمة عليها شحم، فنظر اليها، فمس ذقنها فقال: اشتر هذه لنا منه، فقلت: هذه دميمة قبيحة لا تصلح، واللآتي نظرنا اليهن يمكن شراءهن بثمن هذه. فقال: اشتر هذه، فإِني قد مسست ذقنها، ولا أحب أن أمس جارية، ثم لا أشتريها. فأشتراها بغلاء خمس مئة درهم على ما قال أهل المعرفة. ثم لم تزل عنده حتى أخرجها معه إِلى نيسابور. (٥)

ومن أخباره في الزهد:

قال محمد بن أبي حاتم: سمعت الحسين بن محمد السمرقندي يقول:


(١) السير (١٢/ ٤٤٤).
(٢) تاريخ بغداد (٢/ ١٣). والسير.
(٣) السير (١٢/ ٤٤٥).
(٤) السير (١٢/ ٤٥١).
(٥) السير (١٢/ ٤٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>