للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث السادس فتنة اللفظ تلاحق البخاري حتى الوفاة]

[من نيسابور إلى بخارى]

لم يكتف الأمام الذهلي بخروج البخاري من نيسابور، بل لاحقه بكتابة رسائل إِلى علماء البلاد الأخرى، بل وإِلى بعض الولاة يحرضهم علي مقاطعة الإِمام البخاري. قال عبدالرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (١): قدم محمد أبن إِسماعيل الري سنة خمسين ومائتين، وسمع منه أبي وأبو زرعة، وتركا حديثه عندما كتب إِليهما محمد بن يحيي أنه أظهر عندهم بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوق. وروي أحمد بن منصور الشيرازي قال: سمعت بعصْ أصحابنا يقول: لما قدم أبو عبد الله بخارى نصب له القباب علي فرسخ من البلد، وإستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق مذكور إِلا إِستقبله، ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، فبمَي أياما. قال: فكتب بعد ذلك محمد بن يحيي الذهلي إِلى خالد بن أحمد أمير بخارى: أن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة. فقرأ كتابه علي أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه، فأمره الأمير بالخروج من البلد، فخرج (٢).

والحقيقة أن سبب خروجه من بخارى ليس هو كتاب الذهلي فقط، بل هناك سببان آخران:

الأول: أن هناك نفرة بين أمير بخارى وبين البخاري، سببها الموقف العزيز


(١) ٧/ ١٩١.
(٢) السير (١٢/ ٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>