للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي وقفه البخاري عندما طلب هذا الأمير من البخاري أن يحمل العلم الشريف إِلى أبوابه السلطانية.

قال غنجار في "تاريخه": سمعت أبا عمرو: أحمد بن محمد المقرئ، سمعت بكر بن منير بن خليد بن عسكر يقول: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إِلى محمد بن إِسماعيل أن أحمل إِلى كتاب "الجامع" و"التاريخ" وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إِلى أبواب الناس. فإِن كانت لك الي شئ منه حاجة، فاحضر إِلى مسجدي، أو في داري. وإِن لم يعجبك هذا فأنك سلطان، فامنعني من المجلس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار" (١) فكان سبب الوحشة بينهما هذا (٢).

وقال الحاكم: سمعت محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا بكر ابن أبي عمرو الحافظ البخاري يقول: كان سبب منافرة أبي عبد الله أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله، فيقرأ "الجامع" و"التاريخ"علي أولاده، فامتنع عن الحضور عنده، فراسله بأن يعقد مجلسا لأولاده، لا يحضره غيرهم، فامتنع، وقال: لا أخص أحدا. فإِستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد (٣).


(١) حديث صحيح أخرجه من حديث أبي هريرة أحمد (٢/ ٢٦٣ و ٣٠٥ و ٣٤٤ و ٣٥٣ و ٤٩٥)، وأبو داود (٣٦٥٨) والترمذي (٢٦٥١) وابن ماجة (٢٦١) و (٢٦٦)، وحسّنه النرمذي وصححه ابن حبان (٧٥) وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو صححه ابن حبان (٩٦)، والحاكم (١/ ١٠٢)، ووافقه الذهبي.
(٢) سير النبلاء (١٢/ ٤٦٤ و ٤٦٥).
(٣) سير النبلاء (١٢/ ٤٦٤ و ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>