للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وإلى مرو]

وتوجه إِلى مرو لكن الخبر سبقه إِلى إِمامها يومذاك وهو: أحمد بن سيار. وقال أحمد بن منصور الشيرازي: سمعت القاسم بن القاسم يقول: سمعت إِبراهيم وراق أحمد بن سيار يقول لما قدم البخاري مرو إِستقبله أحمد بن سيار فيمن إِستقبله، فقال له أحمد: يا أبا عبد الله، نحن لا نخالفك فيما تقول، ولكن العامة لا تحمل ذا منك. فقال البخاري: إِني أخشي النار، أسأل عن شئ أعلمه حقا أن أقول غيره. فانصرف عنه أحمد ابن سيار (١).

ولم يقم البخاري في "مرو".

[وإلى فربر وبيكند]

وذهب البخاري إِلى "فربر" وكذلك إِلي "بيكند"، وكان لا ينقطع عن تحديث الناس ونفعهم متي قبلوا منه. واعتبر أهل هذه البلاد مجئ البخاري إِليهم فتحا علميا كبيرا، وذلك لبعد هذه الديار وعدم قدرة الكثير على الرحلة إِلى الإِمام البخاري، "ومصائب قوم عند قوم فوائد".

قال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد بن واصل البيكندي، سمعت أبي يقول: منّ الله علينا بخروج أبي عبد الله، ومقامه عندنا حتى سمعنا منه هذه الكتب، وإِلا من كان يصل إِليه وبمقامه في هذه النواحي: فربر وبيكند، بقيت هذه الآثار فيها، وتخرج الناس به (٢).

[وفي خرتنك الثواء]

وأخيرا فضل الإِمام الصابر المظلوم أن يبحث له عن مكان منعزل يقل فيه إِحتكاكه بانصار من ظلموه من العلماء والأمراء، فنزل قرية صغيرة تابعة لمدينة سمرقند ولا تبعد عنها إِلا قليلا، له فيها أقرباء، فنزل على رجل مز


(١) السير (٤٦٢/ ١٢).
(٢) السير (١٢/ ٤٦٥ و ٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>