للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله جلَّ وعزَّ: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ... (٢١٤) .

قال الفراء قرأها القراء بالنصب إلا مجاهد، ونافعا فإنهما رفعَا

(حَتَّى يَقُولُ) .

قال الفراء: وكان الكسائي يقرأها دهرًا: (حَتَّى يَقُولُ) ثم رجع إلى

النصب.

وقرأ سائر القراء: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) نصبا.

وقال الفراء: من قرأ بالنصب فلأن الفعل الذي قبل (حتى) مما يتطاول، وإذا كان الفعل على هذا المعنى نُصِبَ بـ (حَتَّى) ، وإن كان في المعني ماضيا.

قال: وإذا كان الفعل الذي قبل (حتى) لا يتطاول وهو ماض رُفع الفعل الذي بعد (حتى) إذا كان ماضيا.

قال أبو منصور: العرب تنصب ب (حتى) الفعل المستقبل وهو

أكثر كلام العرب.

ومن العرب من يرفع الفعل المستقبل بعد (حتى) إذا تضمن معنيين:

أحدهما: أن يَحسُن (فَعَل) في موضع (يَفْعُل) ، كقوله: (حَتَّى يَقُولَ

الرَّسُولُ) معناه: حتى قال الرسولُ.

والمعنى الثاني: تطاول الفعل الذي قبل (حتى) كقولك: سرتُ نَهَارِي أجمعَ حتَى أدخُلهَا، بمنزلة: سرتُ فدخلتُها، فصارت (حتى) غير عاملة في الفعل، وعلى هذا يؤيدُ قراءة مَنْ قَرَأَ (يقولُ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>