للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشدَّد يعقوب من هذا ما كان له روح، كقوله: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) و ((أَوَمَنْ كَانَ مَيِّتًا) ، وخفف ما لا رُوح فيه، نحو: (لِبَلَدٍ مَيْتٍ) و (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ) .

واتفقوا كلهم على تخفيف قوله: (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا) .

وقرأ نافع بتشديد هذا كله،

وقرأ حفص وحمزة والكسائي: (الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) و (بلدة ميتًا) ، وخففوا (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ) و (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا) و (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) .

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (الْمَيِّتَ) مشددًا فهو الأصل،

ومن قرأ (الْمَيْتَ) مخففا فالأصل فيه التشديد، وخفف، ونظيره قولهم: هيِّن وهَين، وليِّنُ، ولينُ.

والعرب تقول للحيَّة: أيم وأيْن وأيِّم وأيِّن، والمعنى واحد في جميعها.

وأما من قال: (الْمَيِّت) : ما لم يَمُت ووجهه إلى الموت،

و (الْمَيْتَ) : ما قد مات، فهو خطأ، يقال للذي مات: مَيِّت ومَيْت، ولما سَيَمُوت ولم يمت: مَيِّت ومَيْتُ، قال الله: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) .

وبين الشاعر أن (الْمَيِّت) و (الْمَيْتَ) واحد فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>