للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو منصور: أما (عُتيًّا) فهو مصدر عَتَا يَعْتُو عُتِيًّا، وكان في الأصل عُتُوًّا

فأدغمت الواو في الياء وشُددَت.

وَمَنْ قَرَأَ (عِتِيًّا) بكسر العين فإنه كَسَرَ العين لكسرة التاء.

وكذلك سائر الحروف.

وبكيًّا: جمع بَاكِ، وكَانَ في الأصل: بُكُوًّا، وكذلك صلِيًّا: جمع صَالٍ -

وجِثيًّا: جمع جَاثٍ، وكل مصدر يجيء على (فُعُول) فإنه يجوز أن يجْعَل جمعًا

لِفَاعِل كقولك: حَضَرْتُ حُضُورًا، وقَوْمٌ حُضُورٌ، وَشهِدت شُهُودًا، وقَوْمٌ شُهُودٌ.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ)

قرأ حمزة والكسائي (وقد خَلَقناك) بالنون والألف.

وقرأ الباقون (وَقَدْ خَلَقْتُكَ) بالتاء.

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بالتاء وبالنون فالفعل دثه لا شريك له، والقرآن عربى والمَلِكُ من العرب يقول: فعلنا كذا وكذا.

فخوطبوا بما يعرفونه، إذ اللَّه جلَّ وعزَّ مَلِك الملوك ومالِكُهم، وهذا كما أخْبَر الله عن الكافر الذي دعا ربه حين عايَنَ العذاب فقال: (رَبِّ ارْجِعُونِ) .

وَمَنْ قَرَأَ (وقد خلقتُك) فهو على ما يتعارفه الناس، وكل صحيح.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (اجْعَلْ لِي آيَةً)

فتح الياء نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>