للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتمع علمهم يوم القيامة فلم يَشُكوا ولم يختلفوا.

قال أبو معاذ النحوي:

من قرأ (بَلِ أدْرَكَ) ، و (بَلِ ادَّارَكَ) فمعناهما واحد، يقوِل: هم علماء في

الآخرة كقول اللَّه: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٨) .

وقال أبو سعيد الضرير: أما أنا فأقرأ (بَلْ أدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ)

ومعناها عنده أي: علموا في الآخرة أن الذي كانوا يُوعَدُون حق،

وأنشد قول الأخطل:

وأدْرَكَ عِلْمى في سُوَاءَةَ أنها ... تُقيمُ على الأوْتَارِ والمَشربِ الكَدْرِ

أى: أحاط علمى بها أنها هكذا.

وقال الفراء: مَنْ قَرَأَ (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ)

معناه: لعله تَدَارَكَ، يقول تتابع علمهم في الآخرة،

يريد: بعلم الآخرة تكونُ أولا تكونُ؟ قال - عزَّ وجلَّ - (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا) .

قال أبو منصور: والصحيح في تفسيره ما قال السدي وأبو معاذ وأبو سعيد،

والمعنى: بل يدرك علمهم في الآخرة، ويدَارك بمعناه، حين لا يَنْفَعُهم علمُهم؛ لأن الخلق كلهم يوم القيامة مؤمنون إيمانًا لاينفعُهم إذا لم يكونوا في الدنيا

مؤمنين.

وقال شمر: أدْرَكَ، وادَّارَك، وتَدَارَكَ تكون لازمة وواقعة:

<<  <  ج: ص:  >  >>