للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقنت ... ويعمل ... يؤتها) ثلاثهن بالياء،

واتفقوا كلهم على الياء في قوله (من يأت منكن) ، (ومن يقنت) إنهما بالياء.

قال أبو منصور: من قرأهن بالياء فللفظ (مَنْ) لأن لفظه لفظ واحد مذكر -

وَمَنْ قَرَأَ (وتعمل) بالتاء فلأن (مَنْ) وإن كان لفظه لفظ المذكر فإنه للتأنيث، أو للجمع، فذهب به إلى المعنى، ومما يقوى التاء في (وتعمل) الفاصل بين الفعلين وهو قوله (منكن للَّهِ ورسوله)

وهذه حجة ابن كثير ونافع وَمَنْ قَرَأَ بقراءتهما -

وحجة من اختار الياء في (ويعمل) أنه أتبَعَ بعض الفعل بعضًا بالياء إذ لم يختلفوا في الياء من (يقنت) -

وقوله: (يؤتها) أى: يؤتها الله،

وَمَنْ قَرَأَ (نؤتها) فالفعل لله أيضًا.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (٣٣)

قرأ نافع وعاصم": (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) بفتح القات -

وقرأ الباقون (وقِرْنَ) بكسر القاف.

قال الأزهري: من قرأ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) بفتح القاف فهو من - قَرَرْت بالمكان أقَرُّ

(وقِرْنَ) كان في الأصل (واقْرَرْنَ) بإظهار الراءين، فلما خُفف الحرف حذفت

الراء الأولى؛ لثقل التضعيف، وألقيت حركتها على القاف فقيل (وقَرْنَ)

ونظير هذا من كلامهم قولهم: حَسْتُ لفلان، أى: رقَقت له

والأصل: حَسسَت له، ومما جاء في القرآن من هذا قوله تعالى:

(فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) .

وكان في الأصل: فَظللتمْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>