للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله جلَّ وعزَّ: (أُسَارَى تُفَادُوهُمْ)

قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (أسَارَى) بألف "تفدُوهُم، بغير ألف. وقرأ نافع وعاصم والكسائي ويعقوب (أُسَارَى تُفَادُوهُمْ) ، بألفين فيهما. وقرأ حمزة "أسرَى تقدُوهُم" بغير ألف فيهما.

ولم يقرأ أحد (أسَارَى) بفتح الألف.

فمن قرأ (أسارى) جَمَعَ الأسير على أسَارَى، على (فُعَالى) .

وَمَنْ قَرَأَ (أسرَى) جمعه على (فَعْلى) .

وقال نصير الرازي: أسارَى جمع أسرَى،

والأصل: أسَارَى، فضمت الألف، كما قالوا: سُكَارَى وسَكَارَى، وكُسَالى وكَسَالى.

قال: ومثل أسِير وأسرَى: قَتيِل وقَتلى، وجَرِيح وجَرحى.

وأما قوله: (تفدُوهُم) و (تُفادُوهُم) فمن قرأ (تُفَادُوهُم) فإن العرب

تقول: فادَيتُ الأسير، وكان أخي أسيراً ففَادَيتُه بأسير

وقال نصيب:

ولكنِّني فادَيْت أمِّي بعدما ... عَلا الرأسَ كَبْرَةٌ ومَشِيبُ

بِعَبْدَيْن مَرْضِيَّيْنِ لم يَكُ فيهما ... لَئِنْ عُرِضا للناظِرين مَعِيبُ

وَمَنْ قَرَأَ (تفْدُوهُم) فهو على وجهين:

أحدهما: تفدوهم بالمال، كقوله: (وَفدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ) .

والوجه الثاني: أن يكون معنى فَدَيتُه: خَلصتُه مما

<<  <  ج: ص:  >  >>