للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به غيره من المهاجرين والأنصار. فأما حديث غدير خم فلا حجة فيه، لأنه إنما٣٦٥ استخلفه في حياته على المدينة كما استخلف موسى هارون في حياته- عند سفره للمناجاة- على بني إسرائيل. وقد اتفق الكل من إخوانهم اليهود قاطبة على أن موسى مات بعد هارون، فأين الخلافة؟

وأما قوله:" اللهم وال من والاه "٢٦٦ فكلام صحيح، ودعوة مجابة. وما يعلم أحد عاداه إلا الرافضة، فإنهم أنزلوه في غير منزلته، ونسبوا إليه ما لا يليق بدرجته. والزيادة في الحد نقصان من المحدود. ولو تعدى عليه أبو بكر ما كان المتعدى وحده، بل جميع الصحابة- كم قلنا- لأنهم ساعدوه على الباطل.

ولا تستغربوا هذا من قولهم، فإنهم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مداريا لهم، وممتحنا٢٦٧ بهم على نفاق وتقية. وأين أنت من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سمع قول عائشة رضي الله عنها: مروا عمر فليصل بالناس:" إنكم لأنتن صواحب يوسف، مروا


=
قدرا وشرعا، وأمر المؤمنين بولايته، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه الفتاوى.
وبمثل هذا الكلام تقريبا قال الإمام ابن حزم.
٣٦٥ لعل في هذه العبارة نقصا. فإن حديث غدير خم غير حديث استخلاف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه لما ذهب إلى تروك.
٣٦٦ سند صحيح ونرى تفصيل ذلك في موضع آخر. قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: يريد الرسول أن الولاية بينه وبين المؤمنين، ألطف من الولاية بين المؤمنين بعضهم مع بعض، فجعلها لعلي.. وقد جاءت آيات وأحاديث تفيد بأن الله ورسوله ولى الذين آمنوا. م.
٣٦٧ صحيح البخاري ك١٠ ب٣٩ و ٤٦ و٦٧ و ٨٦ و ٧٠ج ص١٦١-١٦٢ و ١٦٥و ١٧٤-١٧٦ من حديث عائشة وأبي موسى الأشعري. خ.

<<  <   >  >>