للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

داود- وهو خير من معاوية٤٠٣-: {وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة:٢٥١] فجعل النبوة ملكا. فلا تلتفتوا إلى أحاديث ضعف سندها ومعناها٤٠٤.

ولو اقتضت الحال النظر في الأمور لكان- والله أعلم- رأى آخر


= إذا قلت لهم: أنه كان من الزاهدين والصفوة الصالحين. روى الإمام أحمد في كتاب الزهد ص١٧٢ طبع مكة عن أبي شبل محمد بن هارون عن حسن ابن واقع عن ضمرة بن ربيعة القرشي عن علي بن أبي حملة عن أبيه قالك رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس عليه ثوب مرقوع. وأخرج ابن كثير ١٣٤:٨ عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد وهو من شيوخ الإمام الأوزاعي قال: رأيت معاوية في سوق دمشق، وهو مدرف وراءه وصيفا وعليه قميص مرقوع الجيب، يسير في أسواق دمشق، وكان قواد معاوية وكبار أصحابه يستهدونه ملابسه للتبرك بهان فكان إذا حضر أحدهم إلى المدينة وعليه هذه الملابس يعرفونها ويتغالون في اقتنائها. روى الدارقطني عن محمد بن يحيى بن غسان أن القاشد الشهير الضحاك بن قيس الفهري قدم المدينة، فأتى المسجد فصلى بين القبر والمنبر، وعليه برد مرقع قد ارتدى به من كسوة معاوية، فرآه ابو الحسن البراد فعرف أنه برد معاوية فساومه عليه وهو يظنه أعرابيا من عامة الناس، حتى رضى أبو الحسن البراد أن يدفع له به ثلاثمائة دينار. فانطلق به الضحاك بن قيس إلى بيت حويطب بن عبد العزى فلبس رداء آخر وأعطى أبا الحسن البراد ذلك البرد بلا ثمن وقال له قبيح بالرجل أن يبيع عطافه، فخذه فالبسه فأخذه أبو الحسن فباعه فكان أول مال أصابه ابن عساكر:٧ ص٦ وقد أوردنا هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقة لمعاوية تخالف الصورة الكاذبة التي كان أعداؤه يصورونه بها، فمن شاء بعد هذا أن يسمى معاوية خليفة وأميرا للمؤمنين، فإن سليمان بن مهران الأعمش- وهو ن الأئمة الأعلام الحفاظ، وكان يسمى المصحف لصدقه- كان يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله. ومن لم يملأ معاوية عينه وأراد أن يضن عليه بهذا اللقب، فإن معاوية مضى إلى اله عز وجل بعدله وحلمه وجهاده وصالح عمله، وكان وهو في دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أو الملك، وأنه في آخرته لأكثر زهدا بما كان يزهد به في دنياه. خ.
٤٠٣ أن داود في نبوءته- كما يعرفها المسلمون في دينهم- تجعله خيرا من معاوية. وأما داود اليهود- كما يعرفه الناس من توراتهم الموجودة الآن في الأيدي- فإن معاوية خير منه. ومن شقاء اليهود ألا يعرفوا للقرن والإسلام فضلهما عليهم في تنزيه أنبياء بني إسرائيل عمال وصفوا به في كتبهم. خ.
٤٠٤ كتب الشيخ محب الدين: متنها بدل: معناه. س.

<<  <   >  >>