للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
وقال الإمام ابن كثير وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يطلب منه أن يكف الحسين وقال له: أحسبه قد جاءه رجال من الشرق فمنوه بالخلافة، وعندك منهم خير وتجربة، فإن كان قد فعل، فقد قطع راسخ القرابة، وأنت كبير أهل بيتك، والمنظور إليه، فامنعه عن الفرقة.
ودخل ابن عباس على الحسين فكلمه طويلا وقال:
أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة، لا تأت العراق، وإن كنت لابد فاعلا، فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقى الناس وتعلم ما يصدرون ثم ترى رأيك. فأبى! البداية والنهاية ص١٦١-١٦٣.
وروى الطبري أيضا أن أحد بني عكرمة لقيهوهو نازل في بطن القصبة، فساله أين تريد فحدثه فقال له: إني أنشدك الله ما انصرفت: فوالله لا تقدم إلا على الأسنة وحد السيوق، فلو كان الذين بعثوا إليك كفوك مؤونة القتال ووطؤوا لك الأشياء، فقدمت عليهك كان ذلك رأيا فقال- أي الحسين- له: يا عبد الله إنه ليس يخفى علي ما رأيت! ولكن الله لا يغلب على أمره. ثم ارتحل ثم أن الحسين استمر في سيره بعد أن وصله خبر مقتل مسلم وتفرق الناس عنه أيضا.
وروى الطبري أن مسلم بن عقيل بعد أن اتخنته الحجارة التي رشق بها فاستسلم فأخذوا سيفه فقال: هذا أول الغدر، وبكى، وكان بقربه عمرو بن عبيد الله بن عباس فقال له: من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به الذي نزل بك لا يبكي!.
فقال له: والله ما لنفسي ابكي! ولا لها من القتل أرثي. ولكن أبيك لأهل المقبلين، أبكي الحسين وآل الحسين!! ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال له: يا عبد الله! والله ستعجز عن أماني، فهل عندك خبر تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسنا، فإني لا أراه قد خرج إليكم هو وأهل بيته، فيقول له أن مسلما أسيرا ولا يمسي حتى يقتل، فارجع بأهلك وبيتن: ولا يغرك أهل الكوفة، فإنهم اصحاب أبيك! الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل، وقد كذبوني وكذبوك، وليس للكذاب رأي! فوعده أن يفعل.
ثم أرسل شخصا يخبره خبر مسلم ورسالته، فلقى الحسين وأخبره فقال له:
كل ما حم نازل وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا ثم استمر في رحلته وكان في إمكانه أن يعود ج٤ص٢٧٨-٢٨١.
وقد روى الطبري ج٤ص٢٩٢-٢٩٤ أن الحسين لما تيقن من مقتل مسلم وتيقن من خذلان أهل العراق له، قال لمن معه من غير أسرته، ولمن انضم

<<  <   >  >>