للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تشييع المسعودي وميل المبرد للخوارج]

المتقدم في أماليه، فإنها ساقها بطريقة أدبية سالمة من الطعن على أفاضل الآمة.

وأما المبتدع المحتال فالمسعودي، فإنه بها يأتي منه متاخمة الإلحاد فيما روى من ذلك، وأما البدعة فلا شك فيه٤٩٤. فإذا صنتم أسماعكم وأبصاركم عن مطالعة الباطل، ولم تسمعوا في خليفة ممن نسب إليه ما لا يليق ويذكر عنه ما لا يجوز نقله، كنتم على منهج السلف سائرين، وعن سبيل الباطل ناكبين.


=
والكذب والتذوير. ولما نشرت لابن قتيبة كتاب الميسر والقداح قبل أكثر من ربع قرن، وصدرته بترجمة حافلة له، وسميت مؤلفاته، ذكرت في ص٢٦-٢٧ مآخذ العلماء على كتاب الإمامة والسياسة، وبراهينهم على أنه ليس لابن قتيبة، وأزيد الآن على ما ذكرته في الميسر والقداح لأن مؤلف الإمامة والسياسة يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين، فل ذلك كله على أن الكتاب مدسوس عليه. خ.
٤٩٣ المبرد ينزع إلى شيء من رأي الخوارج، وله فيه هوى. وإن إمامته في اللغة والأدب لا تغطي على ضعفه في علم الرواية والإسناد. وإذا كان أبو حامد الغزالي على جلالته في العلوم الشرعية والعقلية (*) لم يتجاوز له العلماء عن ضعفه في علوم الإسناد فأحرى ألا يتجاوزوا عن مثل ذلك للمبرد. وعلى كل حال فكل خبر مما مضى أو سيأتي- في أمتنا أو في أي أمة غيرها- يحتمل الصدق والكذب حتى يثبت صدقه أو كذبه على محك الاختبار وبالبحث العلمي. م.

٤٩٤ على بن الحسين المسعودي يعده الشيعة من شيوخهم وكبارهم ويذكر له المعمقاني في تنقيح المقال ٢٨٢: ٢-٢٨٣ مؤلفات في الوصاية وعصمة الإمام وغير ذلك مما يكشف عن عصبيته والتزامه غير سبيل أهل السنة المحمدية. ومن طبيعة التشيع والتحزب والتعصيب البعد بصاحبه عن الاعتدال والإنصاف. خ.

<<  <   >  >>