للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك من الأغراض الفاسدة والمقاصد الباطلة، فإن زل فقيه أو أساء العبارة عالم:


=
وباطنه للعلماء والحكماء، وأخذوا يشتغلون بعلم الكلام يسمونه ظلما وعدوانا بعلم التوحيد، ولا يكاد يكون فيه من التوحيد إلا الاسم، أو محتواه، فهو الفلسفة- نفسها وقدحرم دراسته كبار علماء السلف وأئمة المذاهب وأمثال مالك والشافع وابن حنبل رضي الله تعالى عنهم.
قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: ما أظن الله يغفل عن المأمون، ولابد أن يعاقبه على ما أدخله على هذه الأمة.
وقد انبرى هذا الإمام العظيم للفلاسفة المنحرفين المتصفين بالمسلمين الذين نهلوا من حماة الفلسفة اليونانية وأثبت زيفهم وضلالهم وانحرافهم في كثير من كتبه التي دخل فيها التاريخ، وحق لكليات الفلسفة في البلدان العربية والإسلامية دراسة آرائه وردوده على الفلسفة اليونانية وعلى الذين اعتنقوها من المسلمين.
ولم ينج من هذا الضلال والانحراف إلا السلفيون المستمسكون بهدى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين عصمهم الله سبحانه لتمسكهم بنصوص الشريعة الثابتة، فكانوا في وجه تيار الفسفة الجارف وعاصفته الهوجاء كالجبل الأشم، وكالصخرة الصلدة.
وكان يزيدها مر الليالي جدة وتقادم الأيام حسن شباب! فكانوا يمسكون بكتاب الله وسنة نبيه دون تأويل ولا تعطيل في أسماء الله وصفاته.
ومن قال أن الشهب أكبرها السنا ... بغير دليل كذبته الدلائل!
وقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الاختلاف الذي سيقع بين المسلمين وعن طريقة النجاة منه فقال:
"ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة!! وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم واصحابي"! - رواه أبو داودد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة بسند صحيح-.
إن أهل القرآن والحديث رحم الله موتاهم وبارك في إحيائهم وأمدهم بقوته وتوفيقيه، هم مصابيح الهدى والدعاة إلى الرشاد والتقى، من عاداهم هلك، ومن تركهم ضل، وهم المنصورون على خصومهم، بشرهم بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "لا تزال طائفة من أمي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس" - رواه البخاري ومسلم- وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل وابن المبارك وسفيان الثوري وغيرهم من كبار العلماء بأن
=

<<  <   >  >>