للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تحقيقات علمية هامة من كتاب شرح العقيدة الطحاوية وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية]

وبالوقوف على هذه الفصول٥٠٢ تحسن نياتكم، وتسلم من الغير قلوبكم على من سبق.

وقد بينت لكم أنكم لا تقبلون على أنفسكم في دينار، بل في درهم، إلا عدلا بريئا من التهم، سليما من الشهوة. فكيف تقبلون في أحوال السلف٥٠٣ وما جرى بين الأوائل ممن ليس له مرتبة في الدين، فكيف في العدالة!


٥٠٢ لاشك أن هذا الكتاب القيم سبحدث انقلابا عظيما في نفوس قرائه، وسيزيل من أفكارهم ما علق فيها من الدسائس التي ثبت لهم كذبها. وقد تلقوها في كتب التاريخ التي لا يزال أبناؤها- ويا للأسف- بتدارسونها، فسممتهم، وهي من وضع خصوم الإسلام.
كل ما عزاه أعداء الصحابة ... رضوان الله عليهم أورده القاضي أبو بكر ابن العربي وسماه قواصم وأجاب عن كل قاصمة بعاصمة من الحق عن أصدق المصادر، وأصحها بعد كتاب الله. ومن ذلك تألف كتاب العواصم من القواصم الذي علقنا عليه بما لم يترك مقالا لقائل، فارجع إليه لتطهير قلبك من الغل على الذين آمنوا من تلاميذ محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وخاصة أحبابه. فإن أعداءهم شوهوا الكتب بالأكاذيب التي انتشرت وأفسدت قلوب بعض المسلمين على سلفهم الأول، إلى أن أظهر الله- سبحانه- الحق بكتاب: العواصم من القواصم فانتفع به الكثيرون ولله الحمد والمنة.
وستعجب- أيها القارئ- بعد الاطلاع على الحقائق التاريخية هناك كيف أن الأمة الإسلامية ذهبت ضحية لشرذمة من الطغام الخارجين على أعدل عصور الإسلام وأسعدها منذ كذبوا، ثم كذبوا حتى انخدع الناس بأكاذيبهم، فظنوا سحرها حقيقة، ولكن ما لبثت الوقائع أن تبينت كما هي، فجاء الحق وزهق الباطل، أن الباطل كان زهوقا. محب الدين الخطيب المنتقى ص٣٧٤.
٥٠٣ جاء في العقيدة الطحاوية وشرحها.
وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين- أهل الخير والأثر وأهل الفقهخ والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل.
قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: ١١٥] فجيب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم- فيما إذا بلغونا عن الرسول- يهتدي بهم في ظلمات البر والبحر. وقد أجمع
=

<<  <   >  >>