للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خلافة عثمان ودعاة الفتنة]

ينظر، ويتحرى فيمن يقدم٤١ فقدم عثمان، فكان عند الظن به: ما خالف له عهدًا، ولا نكث عقدًا، ولا اقتحم مكروهًا، ولا خالف سنة٤٢.


٤١ في كتاب فضائل الصحابة من صحيح البخاري ك ٦٢، ب ٨-ج ٤، صـ ٢٠٤-٢٠٧ حديث عمرو بن ميمون أحد تلاميذ معاذ وابن مسعود ومن شيوخ الشعبي وسعيد بن جبير وطبقتهما، وقد اشتمل هذا الحديث على خبر مقتل أمير المؤمنين عمر، وكيف جعل عمر الخلافة شورى بين الستة الذين توفي رسول الله صلى عليه وآله وسلم وهو عنهم راضٍ، وكيف أخرج عبد الرحمن بن عوف نفسه منها، ثم انتهى إلى تقديم عثمان، وهذا الحديث من أصح ما ثبت في هذا الموضوع وأجوده، وأقرأ بعد ذلك ما كتبه شيخ الإسلام بن تيمية عن موقف عمر في جعله الأمر شورى في كتاب منهاج السنة: ١٦٨: ٣-١٧٢، وفيه إرشاد دقيق إلى ما كان عليه بنو هاشم وبنو أمية من الاتفاق والمحبة والتعاون في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر، وأن عثمان وعليًّا كان أحدهما أقرب إلى صاحبه من سائر الأربعة إليهما، ونقل ابن تيمية في: ٢٣٣: ٣-٢٣٤ قول الإمام أحمد: "لم يتفق الناس على بيعة كما اتفقوا على بيعة عثمان: ولاه المسلمون بعد تشاورهم ثلاثة أيام، وهم مؤتلفون متفقون متحابون متواردون معتصمون بحبل الله جميعًا.
وقد أظهرهم الله، وأظهر بهم ما بعث به نبيه من الهدى ودين الحق، ونصرهم على الكفار، ففتح بهم بلاد الشام والعراق وبعض خراسان ... إلخ "خ".
٤٢ وكيف لا يكون عثمان عند حسن الظن به وقد شهد له بطهارة السيرة وحسن الخاتمة رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، قال الحافظ ابن حجر في ترجمة عثمان من الإصابة: جاء من أوجه متواترة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشر عثمان بالجنة، وعدَّه من أهل الجنة، وشهد له بالشهادة. والحديث الذي يتواتر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يرتاب فيه ولا يجنح إلى غير مدلوله إلا الذي يرضى لنفسه بأن يقتحم أبواب الجحيم. وروى الترمذي من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكل نبي رفيق، ورفيقي في الجنة عثمان "*، وقال الحافظ بن عبد البر في ترجمة عثمان من كتاب الاستيعاب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "سألت ربي عز وجل أن لا يدخل النار أحدًا صاهر إلي أو صاهرت إليه" **.
=

<<  <   >  >>