للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن خالد بن الوليد٥٤ يؤنبهم ويؤدبهم، حتى تابوا ٥٥ فأرسل بهم إلى عثمان فتابوا٦، وخيرهم فاختاروا التفرق في البلاد، فأرسلهم، فلما سار كل ما اختار أنشأوا الفتنة، وألبوا الجماعة، وجاءوا إليه٥٧ بجملتهم، فاطلع عليهم من حائط داره ووعظهم، وذكرهم، وورعهم عن دمه٨٥، وخرج طلحة يبكي ويورع الناس، وأرسل علي ولديه٥٩، وقال الناس لهم٦٠: أنك أرسلتم إلينا "أقبلوا إلى من غير سنة الله"٦١.

فلما جئنا قعد هذا في بيته يعنون عليًّا -وخرجت أنت٦٢ تفيض عينيك، والله لا برحنا حتى نريق دمه.

وهذا قهر عظيم، وافتئات الصحابة، وكذب في وجوههم، وبهت


= أمصارهم وعلمائها في الكوفة والبصرة والفسطاط، ثم وعظهم وزجرهم معاوية في مجالس له معهم عندما سيرهم عثمان إلى الشام كما سيجيء عند كلام المؤلف على سطوهم على المدينة -بحجة الحج- فحولوا حجهم الكاذب إلى البغي على خليفتهم وسفك دمه الحرام في جوار قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام. "خ".
٥٤ وكان عبد الرحمن بن خالد بن الوليد واليًا لمعاوية على حمص وما يليها من شمال الشام إلى أطراف جزيرة ابن عمر، وسيأتي الحديث عن أحوالهم عندما قبض عليهم هذا الشبل المخزومي بمثل مخالب أبيه."خ".
٥٥ بل تظاهروا بأنهم تابوا،: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَىْ شَيَاطِيْنِهِمْ قَاْلُوْا إِنَّا مَعَكُمْ} . خ.
٥٦ خيَّرَهم عبد الرحمن بن خالد في أن يذهبوا إلى عثمان، فهب كبيرهم الأشتر النخعي، وله قصة نذكرها في موضعها من هذا الكتاب."خ".
٥٧ أي إلى أمير المؤمنين عثمان."خ".
٥٨ ورعهم عن الشيء: كفهم ومنعهم بالحجة والحق المنير."خ".
٥٩ ليكونا في حراسة أمير المؤمني عثمان، ويدافعا عنه بالسلاح إذا شاء."خ".
٦٠ أي قال البغاة بخاطبون عليًّا وطلحة والزبير."خ".
٦١ زعم البغاة أنهم تلقوا من علي وطلحة والزبير رسائل يدعونهم بها للثورة على عثمان بدعوى أنه غير سنة الله. وسيأتي إنكار علي وطلحة والزبير أنهم كتبوا بذلك، والظاهر أن الفريقين صادقان، وأن منظمي الفتنة من السبأيين زوروا الرسائل التي ذكرها البغاة الثائرون. "خ".
٦٢ الخطاب لطلحة بن عبيد الله."خ".

<<  <   >  >>