للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى زند١ اسم كتاب أظهره مزدك٢ في أيام قباذ، وزعم أنه تأويل كتاب المجوسي الذي جاء به زرادشت٣ الذي يزعم أنه نبيهم، وإن كان مع تبطن تلك العقائد الباطلة يستحل الفروج، وسائر المحرمات بتأويلات فاسدة، كما يزعم الباطنة والوجودية٤ خص باسم الملحد. والزنديق في عرف الشرع: اسم لما عرفت٥، لا لكل من صدر عنه فعل، أو قول يوجب الكفر على ما هو


١ ليس من وضع مزدك، وإنما هو شرح زرادشت لكتابه هو المسمى أفستا.
٢ ظهر مزدك بفارس سنة ٤٨٧م، وهو ثنوي يدين بالنور والظلمة. أما دعوته الاجتماعية فيتحدث عنها الشهرستاني بقوله: "أحل النساء، وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيها" وحين اشتدت وطأة بعض الخلفاء العباسيين على المزدكيين فر زعماؤهم إلى أوروبا. وتستطيع بهذا إدراك ما بين المزدكية والشيوعية من صلة، وتعرف المصدر القديم لهذه.
٣ يزعم الفرس أنه نبي، ولد حوالي سنة ٦٦٠ قبل الميلاد, وقد وضع دينا ليس بجديد كل الجدة، بل أرسى أصوله على أسس من الديانة الفارسية القديمة، ومات حوالي سنة ٥٨٣ ق م. وكتابه الذي يزعم أنه أوحي إليه به يسمى: أفستا, أو أبستاق كما يسميه المسعودي في مروجه، وزرادشت ممن يدينون بأصلين، أحدهما: أصل الخير، ويسميه "أهورا مزدا" والآخر: أصل الشر، ويسميه "أهرمن" ويزعم زرادشت أن بين الأصلين نزاعا دائما، بيد أن الخير سيهزم الشر في النهاية، لذا كانت نزعته تفاؤلية، غير مبالغ في دعوته إلى الزهد، بل أباح التمتع بالطيبات، وفي ديانته ما يوحي بأنه كان يؤمن بالبعث والجزاء على تصور وتصوير خرافيين، ويرى بعض الباحثين أن زرادشت كان موحدا يؤمن بأن ما في العالم من خير وشر أثران للإله الواحد. انظر الملل والنحل، ومروج الذهب جـ١، والكامل لابن الأثير جـ١، وتاريخ ابن خلدون جـ١.
٤ القائلون بوحدة الوجود.
٥ ذكر الشهاب الخفاجي في شفاء الغليل أن لفظ الزنديق ليس عربيا، وذكر عن أبي حاتم أنه فارسي معرب" زند كرد" أي: عمل الحياة، ثم ذكر كلاما طويلا يظهرنا على مدى ما بين أئمة اللغة وغيرهم من اختلاف بيّن في تحديد مفهوم =

<<  <  ج: ص:  >  >>