للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعاما شهيا، فقال له أحد: إنه مسموم لم يقر به بعد ذلك، ثم لا يبالي بقول هؤلاء العلماء١ الذين هم القدوة في الدين٢ أن كلام هؤلاء الاتحادية سم حاسم للدين من أصله، ذابح للإيمان بسيفه ونصله، فإنا لله، وإنا إليه راجعون.

من هم الأولياء؟:

هذه نبذة من ذم أهل الحق له٣، وهم الأولياء حقيقة، لما شاع لهم من الأنوار التي ملأت الأقطار بمصنفاتهم التي أحيوا بها الدين، وأيدوا سنة سيد المرسلين، فقد قال الشيخ محيي الدين النووي٤ في مقدمة شرح المهذب "فصل في النهي الأكيد, والوعيد الشديد لمن يؤذي، أو يبغض الفقهاء، والمتفقهين". وروى الخطيب البغدادي٥ عن الشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهما أنهما قالا: "إن لم يكن الفقهاء٦ أولياء الله، فليس لله ولي" وعن ابن عباس رضي الله


١ بل لا يبالي بالقرآن والسنة، وفيهما الفيصل الحق بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، والهدى والضلال.
٢ القدوة والأسوة: رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٣ لابن عربي.
٤ يحيى بن شرف. ولد سنة ٦٣١هـ. ومات سنة ٦٧٦هـ. وكان واسع المعرفة بالحديث والفقه واللغة.
٥ أحمد بن علي بن أبي ثابت أبو بكر الإمام الحافظ المصنف المؤرخ. ولد سنة ٣٩٢هـ. وتوفي سنة ٤٦٣هـ. وقد ترك قرابة مائة مصنف.
٦ هم الذين يعتصمون في فقههم بالكتاب والسنة، ويدعون الناس إلى الاعتصام بهما والعمل بما فيهما، لا أولئك الذين يصنع لهم فقههم الرأي المفتون أو يدعون الناس إلى اتخاذ كتبهم أربابا من دون الله، ويدينون بمذهب فلان.
فمثل هؤلاء أولياء الشيطان، ثم الله سبحانه بين خصائص الولي في قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} وبينهما رسوله الكريم بقوله: "إن أولياء الله المصلون، ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبها الله على عباده، ومن يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه، ومن يصوم رمضان، ويحتسب صومه, ويجتنب الكبائر.." الحديث. رواه أبو داود والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه كلهم عن عبيد بن عمير الليثي.

<<  <  ج: ص:  >  >>