للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منحتك علما إن ترد كشفه فرد ... سبيلي، واشرع في اتباع شريعتي

فنبع صداء١ من شراب نقيعه٢ ... لدي، فدعني من سراب بقيعة

ودونك بحرا خضته، وقف الأولى ... بساحله صونا لموضع حرمتي

قال الشراح: "إن معنى ذلك أنه منح أتباعه علما كما صداء، وهو ماء يضرب به المثل في الغزارة والعذوبة، ونهى عن متابعة غيره من علماء الظاهر من الأصوليين والفلاسفة والفقهاء، وغيرهم من أهل العلوم الفكرية، فإنها تغر السامع، وهي كسراب بقيعة ليست شيئا، وأنه خاض بحر التوحيد، وأخرج منه ما لم ينله أحد من السابقين من الأنبياء والأولياء لوقوفهم في ساحل ذلك البحر لأجل حفظ حرمته٣" ثم خادعوا٤ بأن قالوا: "قال هذا على لسان الحضرة المحمدية٥؛ إذ كمال التوحيد مختص بمقام جمعه، والكمل والتابعين إياه" ا. هـ.

وقد وقع من شرحه بذلك -مع الحيدة عما لا محيد عنه- في الكفر من


١ في الديوان: صدا بالقصر لضرورة الشعر، وهي صداء بالمد وتشديد الدال.
٢ في الأصل: نقيعة.
٣ أي: حرمة ابن الفارض.
٤ أي: شراح التائية.
٥ ظن المؤلف أنهم يقصدون بالحضرة المحمدية محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا غير صحيح، فالصوفية يريدون بالحضرة المحمدية الذات الإلهية مع التعين الأول، ومن باطنها يزعمون أنهم يستمدون الفيوضات الإلهية مباشرة، فمعنى قول الشراح إذا: أنه قال هذا على لسان الله سبحانه، والدليل قولهم: مختص بكمال جمعه: أي: إنه هو الذات الكاملة التي جمعت بين الحق والخلق في أكمل ماهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>