للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلي، فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه, وما ثم١ إلا هذا, شعر:

فالحق خلق بهذا الوجه، فاعتبروا ... وليس خلقا بذاك الوجه فادكروا

من يدر ما قال، لم تخذل بصيرته ... وليس يدريه إلا من له بص

جمع٢، وفرق، فإن العين واحدة ... وهي الكثيرة، لا تبقي ولا تذر٣

[دين ابن الفارض]

قلت: وهذا مراد ابن الفارض بقوله:

وجل في فنون الاتحاد، ولا تحد٤ ... إلى فئة في غيره العمر أفنت

فواحده الجم الغفير ومن عدا ... هـ شرذمة في غيره العمر أفنت

فمت بمعناه، وعش فيه، أو فمت ... معناه، واتبع أمة فيه أمت

فأنت بهذا المجد أجدر من أخي اجـ ... ـتهاد مجد عن رجاء وخيفة

فألغ الكنى عني ٥، ولا تلغ ألكنا ... بها، فهي من آثار صيغة صنعتي


١ في الأصل: ما.
٢ في الأصل: وجمع.
٣ ص٧٨-٧٩ جـ١ فصوص.
٤ في الأصل: تجد.
٥ لما كانت الكنى اصطلاحات وضعها الإنسان الذي هو من صنع الإله الذي تجسد في هيكل ابن الفارض, فإن هذا الإله الفارضي يأمر خلقه بإلغاء الكنى عنه, إذ لا يصح للمصنوع تعريف صانعه بكنية ما. وهدف ابن الفارض من هذا أن يؤمن الناس بما آمن به هو من الكفر الفاجر، وهو اعتقاد الوحدة التامة بين الحق والخلق، وأن يدينوا بأن ابن الفارض هو المجلي الأعظم، والمظهر الكامل للذات الإلهية، فليضيفوا إليه صفات الربوبية والإلهية!!! ولما كان ابن الفارض يعلم أن كفره هذا ينابذ الشرع، فإنه ألح في البيت الذي قبل هذا في تحذير أتباعه من الإصغاء إلى الشرع، أومن الميل إلى الأئمة المجتهدين الذين يعبدون الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>