للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلها، فإن الله تعالى أوسع وأعظم [من] أن يحصره عقد دون عقد، فإنه يقول: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ١ [البقرة: ١١٥] ".

ثم قال: "فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية٢ كله وجهة٣، وما ثم إلا الاعتقادات، فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور، وكل مأجور سعيد، وكل سيعد مرضي عنه٤، وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة، فقد مرض، وتألم أهل العناية -مع علمنا بأنهم سعداء وأهل الحق- في الحياة الدنيا".

[الوحدة عند ابن الفارض]

وإلى هذه الجهالة والضلالة رمز ابن الفارض في هذه المقالة:

فلا تك مفتونا بحسك معجبا ... بنفسك موقوفا على لبس غرة

وفارق ضلال الفرق فالجمع٥ منتج ... هدى فرقة بالاتحاد تحدت

وصرح بإطلاق الجمال، ولا تقل ... بتقييده ميلا لزخرف زينة

فكل مليح حسنه من جمالها ... معار له، أو حسن كل مليحة


١ ص١١٣ فصوص.
٢ نسبة إلى الأين، هو حال تعرض للشيء بسبب حصوله في المكان.
٣ في الأصل: وجه.
٤ إيمان الزنديق بوحدة الأديان نتيجة إيمانه بوحدة الوجود، وتراه هنا يقرر الأولى، فيزعم أن من تدين بأي دين -سواء كان وضعيا أم سماويا- فهو سعيد مرضي عنه من الله.
٥ في الأصل: والجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>