للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَوله: {وينصرك الله نصرا عَزِيزًا} أَي: (نصرا) مَعَ عز لَا ذل فِيهِ. وَفِي أصل الْآيَة قَول آخر: وَهُوَ أَن قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا ليغفر لَك الله} هُوَ فِي معنى قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النَّصْر: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فَذَلِك الْفَتْح هُوَ هَذَا الْفَتْح. وَقَوله: {وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ} فَذَلِك الْأَمر بالتسبيح وَالِاسْتِغْفَار مدرج هَاهُنَا، فَكَأَن الله تَعَالَى قَالَ: ( {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ) {ليغفر لَك الله} ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن فَارس فِي تَفْسِيره، وَجعل هَذَا الْأَمر جَوَابا لسؤال من يسال عَن الْآيَة أَنه. كَيفَ يَجْعَل قَوْله: {ليغفر} جَوَابا لقَوْله: {إِنَّا فتحنا} ؟ وَكِلَاهُمَا من الله تَعَالَى؟ فَأَجَابَهُ بِهَذَا الْوَجْه.

<<  <  ج: ص:  >  >>