للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَصْل السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ

فِي معرفَة حق الخدم وَالْعَبِيد الْأَكفاء

تجب مُكَافَأَة كل من يقوم من الخدم بِعَمَل مرض حَالا ليجني ثمار مَا قدمت يَدَاهُ أما من يرتكب مِنْهُم خطأ فِي عمله سَهوا ودونما قصد فتنبغي معاقبته بِقدر ذَنبه لتقوى رَغْبَة العبيد فِي الْخدمَة وَيكثر إقبالهم عَلَيْهَا وتزداد خشيَة المذنبين وتستقيم الْأُمُور

عُقُوبَة الذَّنب

عربد فَتى هاشمي لسكره على فريق من النَّاس فَمَضَوْا إِلَى وَالِده وَشَكوا إِلَيْهِ ابْنه وَلما هم الْأَب قَالَ لَهُ يَا أَبَت لقد أذنبت وانا فَاقِد وعيي فَلَا تعاقبني وَأَنت تملك صوابك فسر الْأَب لقَوْله وَأَعْجَبهُ فَعَفَا عَنهُ

كسْرَى أبرويز وباربد

قَالَ ابْن خرداذبة غضب أبرويز على أحد خاصته فحبسه وَلم يَجْرُؤ أحد على الدنو مِنْهُ سوى باربد الْمُغنِي الَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ بِالطَّعَامِ وَالشرَاب يوميا فَلَمَّا أخبر الْملك أبرويز بذلك قَالَ لباربد كَيفَ تجرؤ على الاعتناء بشخص فِي حبسنا ومساعدته هلا علمت أَنه لَا يجوز الإهتمام بِمن نغضب عَلَيْهِ ونسجنه قَالَ باربد يَا مولَايَ إِن مَا وهبته أَنْت إِيَّاه أهم مِمَّا أَفعلهُ من أَجله قَالَ أبرويز وماذا وهبته قَالَ حَيَاته فَهِيَ أحسن مِمَّا كنت أرْسلهُ إِلَيْهِ قَالَ الْملك أَحْسَنت لقد قلت شَيْئا حسنا اذْهَبْ فإنني عَفَوْت عَنهُ إِكْرَاما لَك

<<  <   >  >>