للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَصْل الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ

فِي خُرُوج مزدك وماهية مذهبَة وَكَيْفِيَّة قَضَاء أنوشروان الْعَادِل عَلَيْهِ وعَلى أَتْبَاعه

أول من جَاءَ بِمذهب المعطلة فِي الْعَالم كُله رجل ظهر على أَرض الْعَجم فِي عهد الْملك قباذ بن فَيْرُوز لقبه موبذ المبذين واسْمه مزدك بن بامدادان وَقد عزم أنوشروان الْعَادِل على ان يردم مَذْهَب الْمَجُوسِيَّة على رُؤُوس أَصْحَابه وَيَقْضِي عَلَيْهِ ثمَّ ينشر مذهبا جَدِيدا فِي الْعَالم كَانَ سَبَب ظُهُور مزدك انه كَانَ ذَا معرفَة حيدة بِعلم النُّجُوم فقد كَانَ يسْتَدلّ من مسيرها بَان شخصا سَيظْهر فِي هَذَا الزَّمَان بدين يبطل الدّين الزرادشتي واليهودي والمسيحي وَعبادَة الْأَوْثَان ويفرضه على رِقَاب النَّاس بالمعجزات وَالْقُوَّة ويظل قَائِما إِلَى يَوْم الدّين فَوَقع فِي روعه أَنه الْمَقْصُود بِهَذَا وَلَا أحد سواهُ

وَشرع مزدك يفكر فِي الطَّرِيقَة الَّتِي يَدْعُو بهَا النَّاس ويبحث عَن سبل جَدِيدَة لذَلِك لقد تَأمل الْأَمر من جَمِيع جوانبه فَوجدَ أَن لَهُ فِي مجْلِس الْملك حُرْمَة واحتراما تامين وانه مسموع الْكَلِمَة لَدَى كل رجالات الدولة وزعمائها وَأَن لَهُ منزلَة رفيعة جدا وَأَنَّهُمْ لم يسمعوا مِنْهُ شَيْئا محالا قطّ قبل أَن يَدعِي النُّبُوَّة

وَبعد أَن تدبر مزدك هَذَا أَمر خدمه بَان يشرعوا بِحَفر نفق يبْدَأ من نقطة مَا إِلَى أَن يَنْتَهِي تدريجيا بِبَيْت النَّار على أَن ينفذ الشق من وسط النَّار نَفسهَا بذا أوجد ثقبا صَغِيرا

<<  <   >  >>