للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤- عبيد الله بن عمرو بن هشام أبو مروان الحضرمي الإشبيلي المقرئ، أحد الأئمة، ويعرف بعبيد أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس، وأبي الحسن عون الله وغيرهما، وسمع من أبي محمد عبد الرحمن بن عتاب، وبرع في العربية، وقال الشعر الرائق. وتصدر بمراكش للإقراء والتعليم.

ثم نزل مرسية وخطب بها، وله تصانيف مفيدة، منها الإفصاح في اختصار المصباح، وشرح مقصورة ابن دريد، وكتاب قراءة نافع، حدث عنه أبو ذر الخشني، وأخذ عنه أبو عمر بن عياد القراءات والنحو، وابنه أبو عبد الله بن عياد.

ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة بقرطبة، وبقي حيا إلى سنة خمسين وخمسمائة١.

٥- عبد الرحمن بن أبي رجاء أبو القاسم البلوي الأندلسي المقرئ.

أخذ القراءات بغرناطة؛ عن أبي الحسن بن كرز وجماعة.

وحج سنة سبع وتسعين وأربعمائة، فأخذ القراءات عن أبي علي بن العرجاء، وسمع من الغزالي، وأخذ بالمهدية عن علي بن ثابت الخولاني الأقطع، وكان عالما زاهدا مجاب الدعوة، ولي خطابة المرية.

وحمل عنه ابنه عبد الصمد، وهو آخر من روى في الدنيا عنه، وأبو القاسم بن بشكوال، وأبو القاسم بن حبيش، نزح عن المرية عام أحد وأربعين وخمسمائة، قبل تغلب الروم لعنهم الله عليها بسنة.

فنزل بلد وادي آش، توفي سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وله ثمان وسبعون سنة، وقد نقل الصفراوي أنه قرأ على أبي داود، وهذا غلط.

ولما توفي كان عمر ولده عبد الصمد عشر سنين٢.

٦- عبد الوهاب بن محمد بن حسين أبو الفتح المالكي، المولد البغدادي الحنبلي المقرئ، ويعرف بالصابوني، ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.

وقرأ القراءات على أبي بكر بن بدران الحلواني، والقلانسي، وسمع من النعالي، ونصر بن البطر وجماعة، قال ابن السمعاني: كتبت عنه وهو شيخ صالح صدوق قيم بكتاب الله تعالى، يأكل من كده.

توفي في صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة، قلت: روى عنه عمر بن كرم وغيره، قال ابن النجار: أصله من المالكية، قرية على الفرات، وله دكان يبيع فيها خفاف النساء.


١ انظر/ غاية النهاية "١/ ٤٩٠, ٤٩١".
٢ انظر/ غاية النهاية "١/ ٣٦٨, ٣٦٩".

<<  <   >  >>