للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن مجاهد حدثني جعفر بن محمد، قال محمد بن بشير: قال سفيان بن عيينة: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ، فقال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

وقال وهب بن جرير:

قال لي شعبة: تمسك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستصير للناس إسنادا وقال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ به لقرأت حرف كذا وحرف كذا، وسمعته يقول: خذ الخير من أهله ودع الشر لأهله.

وقال وكيع: قدم أبو عمرو بن العلاء الكوفة, فاجتمعوا إليه كما اجتمعوا على هشام بن عروة١.

وقال أبو العيناء عن أبي عبيدة: كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية وأيام العرب، والشعر وأيام الناس.

أبو العيناء عن الأصمعي قال لي أبو عمرو: لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها.

ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا وكذا، وذكر حروفا، قال إبراهيم الحربي وغيره، كان أبو عمرو من أهل السنة وقال اليزيدي ومحمد بن حفص، تكلم عمرو بن عبيد٢ في الوعيد سنة.


١ هو هشام بن عروق بن الزبير الفقيه أحد حفاظ الحديث، قال: مسح ابن عمر برأس ود عالي. وقال وهيب: قدم علينا هشام بن عروق فكان مثل الحسن وابن سيرين وحدث عن أبي وعمه, وكان ثبتا متقنا توفى ببغداد وصلى عليه المنصور ودفن بمقبرة الخيزران، قيل إنه ولد وعمر بن عبد العزيز والزهرة وقتادة والأعمش ليالي قتل الحسين بن علي من المحرم سنة إحدى وستين وتوفي سنة ستة وأربعين ومائة. "انظر شذرات الذهب ص٢١٨ جـ١".
٢ ورد في سبب قول أبي عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد إنك لألكن الفهم. إن عمرو بن عبيد القدزي قال لأبي عمرو بن العلاء: وقد ورد من الله تعالى الوعد والوعيد، والله تعالى يصدق وعده ووعيده، فأراد بهذا الكلام أن ينصر بدعته التي ابتدعها من أن العصاة من المؤمنين خالدون مخلدون من النار، فقال أبو عمرو بن العلاء: إنك لأمن الفهم. فأين أنت من قول العرب: إن الكريم إذا أوعد عفاد، وإذا وعد وفى، وافتخار قائلهم بالعفو حيث قال:
وإني إذا أوعدته أو وعدته ... لمخلف إبعادي ومنجز موعدي
فعده من الكرم لا من الخلق المذموم. "انظر الفرق بين الفرق ص٣٨٩".=

<<  <   >  >>