للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا شك أن العلاقة بالإخوة إذا كانت قد سارت في طريقها الإيجابي السليم من ناحية تأثيرها العاطفي، أصبح سهلا على الطفل الاندماج والتفاعل مع جماعة الرفاق بالفصل المدرسي، إلا أن كل علاقة مع ذلك تبقى لها تأثيراتها العاطفية الخاصة. وعلى الأقل فإن عمق العلاقة بين الإخوة، رغم ما فيها من صراعات أحيانا، تساعد الطفل على تحمل الصدمات المنتظرة في علاقاته الجديدة مع جماعة أو جماعات الرفاق. وتبقى له الجماعة الثابتة المستقرة التي يلجأ إليها كلما احتاج إلى ذلك.

وتقوم جماعة الرفاق أو الصحبة أو الأقران أو الشلة بدور هام في عملية التنشئة الاجتماعية، فهي تؤثر في قيم وعادات واتجاهات الأطفال، وحتى الكبار. وفي الصحبة يجد الطفل مجموعة من الأطفال يتصل معهم ويقاربونه في العمر والميول.

ويحرص الفرد في أي مرحلة عمرية يصل إليها على الانتماء إلى جماعة من الأصدقاء يتقاربون معه في العمر من أجل تحقيق قدر من التفاهم المتبادل، وقدر من الإحساس المشترك. كما أن مدى تأثر الفرد بالجماعة أو الصحبة ومدى ما يتقبله من قيمها واتجاهاتها ومعاييرها يتوقف على درجة علاقة الفرد بشلته، فكلما ازداد مدى تمثل الفرد لما اصطلحت عليه الجماعة من أنماط سلوكية دل ذلك على قوة ارتباطه وتأثره بها.

ويبقى باستمرار المبدأ الذي تقام عليه جماعة الرفاق أو الأقران، هو تكونها من أعضاء يتعامل كل منهم مع الآخر على أساس من المساواة سواء كانت تتكون من أفراد أو راشدين.

وأساس المساواة هنا في التعامل والتفاعل بين الأطفال، له وجهان: أحدهما إيجابي ويتمثل في ضم أطفال آخرين من نفس العمر تقريبا وغالبا من نفس الجنس ويستطيع أن يتعامل كل منهم مع الآخر على أساس المكانة المتساوية. والجانب السلبي هو استبعاد الراشدين منها أي من هم ليسوا آباء أو أمهات أو مدرسين، ويعتبر هذا الراشد حتى وإن وصلت الجماعة في عمرها إلى مرحلة المراهقة بمثابة مكانة لمغترب Status of Alien.

<<  <   >  >>