للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون هناك العديد من التكرارات في الكلمة الواحدة بطريقة لا يمكن قصدها وهنا نجد أن الآباء لا يلقون بالا ولا يعتبرون هذه مشكلة.

ويجب أن نضع في الاعتبار أن التهتهة لا يجب أن نعتبرها مشكلة إلا حينما يصل الطفل إلى عامه الخامس على الأقل، وتصدر منه في هذه الفترة حوالي عشر أو ربما ١٠٠٠ تهتهة في اليوم، وفي فترة ممتدة من الوقت "حوالي ٦ شهور متتابعة".

وقد تكون مشكلة التهتهة مقصورة على مواقف أو كلمات معينة أو أماكن أو أشخاص معينين، فعلى سبيل المثال: الطفل الخائف من المدرسة أو الذي يخاف المدرس، إنه قد يكون طليق اللسان في معظم الأوقات ولكنه يبدأ في التهتهة عندما يتعرض لمثل هذه المواقف.

٣- كيفية التعامل مع مشكلة التهتهة:

يجب ألا نعطي التهتهة اهتماما كبيرا وخاصة عند الأطفال الصغار، فذلك يجعل الأطفال أكثر ترددا وقلقا وخوفا من حدوث التهتهة. فالطريقة المثلى للتعامل مع هذه المشكلة هي ألا تعطي اهتماما حتى يصل الطفل إلى العام الخامس. مع وجوب معرفة أنه ليس هناك علاقات بين التهتهة ودرجة ذكاء الطفل.

فالتهتهة لا تعني بأي طريقة أن الطفل غير طبيعي أو أقل منزلة عن غيره من الأطفال، وأني أؤكد على ذلك لا لنجعلك تشعر بالراحة، ولكن على أمل أن نجعلك لا تلفت نظر طفلك لحدة المشكلة، وإلا فسوف يتجه كل انتباهه لها، وذلك يجعل الطفل قلقا وأكثر ترديدا لكثير من الكلمات والتهتهة فيها مما يجعله يشعر بالدونية.

وسوف أعطي مثالا لأوضح به كيف يحدث ذلك، فهناك حالة تخص طفلا يدعى "رضا" ويعد من الاطفال المتحدثين من الدرجة الأولى، وقد فاز في العديد من مسابقات الكلام، ثم تم نقله إلى مدرسة أخرى وقد تم إجراء اختبار المقابلة له، وعندما تمت مقابلته بمن تجري له الاختبار قالت له "إنك تتهته".

الطبيعي أن معظم الأطفال سوف يتلجلجون إذا قلت لهم "إني أسجل لكم أحاديثكم" وخاصة أن هذا مهم جدا وبمثابة تقييم لقدرتهم على التحدث. لهذا فإن رضا كان قلقا كمعظم الأطفال، وقد أساءت هذه المعلمة المبتدئة توجيه الطفل الذي

<<  <   >  >>