للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجب أن نحاول منع عدوانية الطفل، فمن الحكمة ألا نعرضهم لأحداث عنيفة، وأن نقلل من وقت مشاهدة التلفزيون والتحكم فيما يشاهدونه مع عدم الدخول في جدال ومهاترات أمام الأطفال. لكن من المستحيل أن تمنع كل هذا أمام الطفل، وإذا فعلت فسيقوم بذلك أصدقاء المدرسة.

إن بعض الأسر تميل إلى الموافقة والتأييد لعدوانية أطفالهم، ومثال على ذلك فالعدوانية عند الأطفال شائعة عندما يكون على درجة كبيرة من التساهل والتسامح، فالآباء الذين يدللون أطفالهم ولا يتعاملون بحزم وصرامة مع السلوك غير السليم يعلمون أطفالهم أن العدوانية هي المنفذ وطوق النجاة من الغرق. وكما في القول المأثور أن التسامح يجعلك بعيدا عن الجريمة ويجعل الجريمة تقترب منك، هكذا يعلمون أطفالهم.

إن الإسراف في استخدام الرفض، النكد العقاب قد يزيد من عدوانية الطفل، وأيضا فالآباء يمثلون قدوة أساسية للطفل فعند قيامهم بفعل أي شيء، يعتبر هذا تصريحا للطفل بفعله وغالبا ما يقوم بذلك.

في بعض العائلات نجد الآباء لا يجنبون مشاعرهم وانفعالاتهم عن الأطفال، خاصة بمشاكل العمل أو تكلفة المعيشة فالطفل قد يعتقد أنه قد أخطأ في عمل شيء بسبب هموم أبيه ولا يدري ما السبب. فإذا استمرت هموم أبيه وإحساسه بها، فقد يشعره ذلك بالحزن والإحباط ثم يتحول ذلك إلى العدوانية. كما أن الآباء إذا فشلوا في الثناء على الأشياء الجيدة التي يقوم بها الطفل ويكونون مهتمين بالجزء الخاص بالعقاب فقط، فإن الطفل يحفظ مثل هذا السلوك في الحقيقة. إن الطفل قد يحاول الصياح أو القيام بالأفعال الاعتراضية الأخرى ليحصل على اهتمام والديه أو يمنعهم من الصياح والرفض له، فمن هذا المنطلق نجد أن العقاب من أكثر الأسباب الواضحة لعدوانية الطفل.

إن هذا يوضح لماذا توجد مشاكل مع الأطفال الذين ينفصل آبائهم وأمهاتهم عن بعض، بالطلاق، فلا يكون عدوانهم بسبب الانفصال وإنما بسبب النموذج العدواني الذي أعطوه لهم، إن الأسر التي تتعامل مع الغضب بنجاح -مع أن الغضب يظهر ولكن سرعان ما يختفي ويحل محله السلوك الاجتماعي السليم- لهم الخصائص التالية:

<<  <   >  >>