للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطفل ذو النشاط الزائد "مفرط النشاط" يكون لديه صعوبة كبيرة في المواظبة على مهام أو أوامر أو تعليمات تلقى إليه، فهي تدخل من أذن وتخرج من أذن، وهو من السهل إثارته بكم قلل من الضوضاء أو الحركة. والمصطلح "الاندفاع" يدل على قصور في السيطرة على النفس، وعدم القدرة على الانتظار أو التعايش مع الأحداث، فالطفل ربما يتسلق قمة الأسطح، أو الأرفف "ويقفز من فوقها" أو ربما يدفع بنفسه إلى حمام السباحة وهو لا يجيد السباحة.

والطفل الزائد النشاط له مشاكل في مستويات الأنشطة وبالتحديد عندما توضع قيود أو متطلبات على عاتقه، وبالبحث وجدنا أنه لا اختلاف في مستويات النشاط بين الطفل العادي والطفل الزائد النشاط في أوقات اللعب الحرة، ولكن يجد الطفل ذو النشاط الزائد صعوبة في التحكم في مستوى نشاطه، أو تغييره، أو عندما يطلب منه الهدوء.

وعلى كل حال فإن مستوى نشاط الأطفال ليس هو العامل الفاصل في تعريف أو تحديد الطفل ذي النشاط الزائد، ولكن هناك عوامل أخرى مهمة. الطفل غير القادر على السيطرة على نفسه هو غالبا ما يكون مصدر إزعاج، فهو لا يسمع لمن هو أكبر منه، ودائم الحركة في كل مكان، ولا بد أن ننتبه له سواء كان هذا الانتباه من المدرسين أو الآباء. ولكن الطفل النشيط فحسب، يلعب في هدوء ويتصرف تصرفات طبيعية وملائمة فهذا ما نطلق عليه النشاط الطبيعي. ولكن الطفل الزائد النشاط نطلق عليه هكذا لما يصدر منه من سلوك وتصرفات تثير المشكلات حتى ولو كان نشاطه لا يزيد عن نشاط الطفل الطبيعي. وفي الواقع هناك بعض التساؤلات مثل: هل النشاط الزائد يختلف في حقيقته عن مشكلة سلوكية؟ هناك بعض الباحثين يشعرون بأنه لا اختلاف بينهما.

يظهر النشاط الزائد بوضوح في سن الثامنة إلى العاشرة، وهذه تعتبر من المراحل الدراسية الأولى، والمشاكل الناتجة عن النشاط الزائد تكون قد بدت، فالطفل لا بد أن يجلس على مقعد لفترات طويلة، يذاكر أو يتابع كتابا ما، أو يؤدي نشاطا ما في نفس المكان لفترة طويلة، وينظف ويترب مكانه بعدما ينتهي.

<<  <   >  >>